الطريق إلي استخراج كتاب مفقود لابن بطريق - الصفحه 208

الحسن: اعلم أنّ الذي قد تقدّم في الصحاح ممّا يُماثل هذا الخبر، من قوله صلى الله عليه وآله: «يُواطِئ اسمُه اسمي واسمُ أبيه اسمَ أبي» هو أنّ الكلام في ذلك لايخلو من أحد قسمين:
إمّا أن يكون النبيّ صلى الله عليه وآله أراد بقوله: «واسمُ أبيه اسمَ أبي» أنّه جعله علامةً تدلّ على أنّه من وُلدالحُسين دون الحَسن، لئلّايعتقد مُعتقِدٌ ذلك.
فإنْ كان مراده ذلك، فهو المقصودُ، وهو المرادُ بالخبر، لأنّ المَهْدِيّ عليه السلام بلاخلافٍ من وُلدالحُسين عليه السلام فيكون اسمُ أبيه مُشابها لكنية الحُسين، فيكون قد انتظم اللفظُ والمعنى ، وصار حقيقةً فيه.
والقسمُ الثاني: أنْ يكون الراوي وَهم من قوله: «ابني» إلى قوله: «أبي» فيكون قد وهم بحرفٍ، تقديرُه أنّه قال: «ابني» فقال هو: «أبي» والمرادُ بابنه الحَسن، لأنّ المَهْدِيّ عليه السلام «محمّد بن الحَسن» بإجماع كافّة الأمّة.
وكذلك قوله في الخبر الذي قبله من الصحاح - أيضاً- وهو أنّه قال: إنّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال - وقد نظر إلى ابنه الحَسن -: «إنّ ابني هذا سيّدٌ، كما سمّاه رسولُ اللَّه صلى الله عليه وآله وسيخرجُ من صُلبه رجلٌ يُسمّى باسم نبيّكم، يشبهُه في الخَلق، ولايشبهه في الخُلق، يملأُ الأرضَ عدلاً».
فإنّ الراوي - أيضاً- وهم في حرفٍ واحدٍ وهو «الياء» فأراد أن يقول: «الحُسين» فقال: «الحَسن» وإلّا فالمَهْدِيّ عليه السلام من وُلدالحُسين عليه السلام بلا خلافٍ.
وقد سمّى النبيّ صلى الله عليه وآله وَلَدَه الحُسين سيّداً، بأخبارٍ كثيرةٍ من غير هذه الطرق، تركنا ذكرها للشرط الذي قدّمناه، بل نذكر ذلك من الصحاح، وقد تقدّم ذكره، وهو قوله صلى الله عليه وآله: «الحَسن والحُسين سيّدا شباب أهل الجنّة» ۱ فهذه السيادة بلفظ هذا الخبر الصحيح، لأنّ سادة أهل الدنيا هم أهل الجنّة، وهو سيّدهم.

1.في المصدر: أصحابنا الشيعة فلا يصححون

الصفحه من 227