ورواية « الحسن » شاذّةٌ، مخالفةٌ للمسلّم من الأحاديث المحتوية على اسم «الحسين » بلا خلافٍ.
وثانياً: إنّ التصحيف في كلا الروايتين محتملٌ ابتداءً، بأن تكون «أبي» في الأصل: «ابني» و يكون «الحسن» في الأصل: «الحسين».
وثالثاً: إنّ كلمة « اسم أبيه » يحتمل أن يكون المراد بها « كنية أبيه » والمراد من « أبيه » هو «جدّه» وهذا كلّه وارد في لغة العرب وشواهدها.
وعلى هذا، فتنحصر الروايات في الدلالة على أنّ المهديّ هو من ولد « أبي عبداللَّه الحسين عليه السلام» وهو الطريق المناسب لرفع الاختلاف بين الأحاديث.
وأخيراً: فإنّي أستميح عذراً اُولئك العِظام الذين وردت أسماؤُهم في هذا البحث، مع أنّي أربؤُ بهم أنْ تكون هذه المنقولاتُ عنهم ثابتةً، صحيحةَ النسبة، وكما قد أشرت في مقال سابق ۱ فإنّي أُشكّك في نسبة كتاب (العقد الثمين) بهذا النصّ إلى السيّد المنصورباللَّه، لما فيه من ضعفٍ وتهافتٍ وتجاوزٍ على الحدود والحقوق!
كما أنّ ما في هذا النقاش هو نموذجٌ من الضعف والخلاف الذي يحتوي عليه ذلك الكتاب.
وإنّما ذكرتُ هذا ليرتدع من تُسَوّلُ له نفسُه أن يُسي ءَ الاستفادةَ من أمثال ما في هذا الكتاب، للهجوم على الإماميّة، وأن لايتعرّضوا لنشر ما فيه وبتُّ بذور الفرقة وبعثُ نيران الفتنة، عصمنا اللَّه وإيّاهم من ذلك.
الملاحظة الثالثة: شبه المهدي عليه السلام بجدّه النبي صلى الله عليه وآله في الخَلق والخُلُق
قال ابن البطريق: وقوله عليه السلام: «يشبهه في الخَلق ولايشبهه في الخُلق» ۲ .
1.راجع الحديث (۱۶)التالي
2.لاحظ في الكتاب الحديث (۱۴ و ۲۶)