المرحلة الثانية : في ردّ الاستدلال المتقدّم على عدم ثبوت روايات العرض على الكتاب ، وهو يقع في نقطتين :
النقطة الأُولى : في الجواب عن دعوى سقوط روايات العرض على الكتاب بضعف أسانيدها ، أو بكونها موضوعة ، وهو يتّضح باستعراض طرق هذه الروايات في مصادر كلّ من العامّة والشيعة الإمامية والزيدية .
أمّا في مصادر العامّة ، فقد وردت رواية العرض على الكتاب بالطرق التالية :
1 ـ « عن زِرّ بن حُبيش ، عن علي بن أبي طالب ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إنّها تكون رواة يروون عنّي الحديث ، فاعرضوا حديثهم على القرآن ، فما وافق القرآن فخذوا به ، وما لم يوافق القرآن فلا تأخذوا به » ^۱  .
2 ـ « عن [ابن] أبي كريمة ، عن جعفر ، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه خطب فقال : إنّ الحديث سيفشو عليَّ ، فما أتاكم عنّي يوافق القرآن ، فهو عنّي ، وما أتاكم عنّي يخالف القرآن ، فليس عنّي» ^۲  .
3 ـ « الأشعث عن ثوبان : أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : ألا إنّ رحى الإسلام دائرة ، قال : فكيف نصنع يارسول الله ؟ قال : اعرضوا حديثي على القرآن ، فما وافقه فهو منّي وأنا قلته » ^۳  .
4 ـ « عن أبي هريرة ، عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال : سيأتيكم عنّي أحاديث مختلفة ، فما جاءكم موافقاً لكتاب الله ولسنّتي ، فهو منّي ، وما جاءكم مخالفاً لكتاب الله ولسنّتي ،