رواية العرض على الكتاب ; وذلك لما ثبت من عصمة الزهراء (عليها السلام) بقوله تعالى في
آية التطهير : إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً۱ ، ممّا يجعل أقوالها وأفعالها (عليها السلام) حجّة في إثبات الأحكام الشرعية .
والثانية : أنّه يقدّم دليلا على حصول الوضع في مرحلة تاريخية متقدّمة على ما ذكروه من أنّه حدث بعد الفتنة ، أي : الثورة على عثمان التي انتهت بقتله ، كما نقل عن ابن سيرين أنّه قال : « لم يكونوا يسألون عن الإسناد ، فلمّا وقعت الفتنة قالوا : سمّوا لنا رجالكم ، فينظر إلى أهل السنّة فيؤخذ حديثهم ، وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم » ۲ .
المثال الثاني : ما نقل عن عثمان من أنّه توضّأ في خلافته ، فغسل رجليه إلى الكعبين ، « ثمّ قال : رأيت رسول الله توضّأ نحو وضوئي هذا ، ثمّ قال رسول الله : من توضّأ نحو وضوئي هذا ، ثمّ قام فركع ركعتين ، لا يحدّث فيهما نفسه ، غفر له ما تقدّم من ذنبه » ۳ .
وهذا الحديث مناف لما ورد في الكتاب الكريم من أنّ حكم الأرجل في الوضوء هو المسح ، قال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ۴ .
وقد اختلف القرّاء في قراءة (وأرجلكم) فقرأها بعضهم بكسر اللام ، وقرأها
1.سورة الأحزاب ۳۳ : ۳۳ .
2.مقدّمة صحيح مسلم بشرح النووي ۱ / ۸۴ طبع دار الكتاب العربي ـ بيروت ، ميزان الاعتدال في نقد الرجال ، الذهبي محمّد بن أحمد ، تحقيق علي محمّد البجاوي ۱ / ۳ طبعة دار الفكر .
3.صحيح البخاري ۱ / ۵۲ ـ ۵۳ ، صحيح مسلم ۱ / ۲۰۴ ـ ۲۰۵ الحديث ۳ ، طبعة دار إحياء التراث العربي ـ بيروت .
4.سورة المائدة ۵ : ۶ .