ويميل إلى كون المراد بلفظ (الكبير) الوارد في وصف صاحب كتاب «المسترشد» هو الجليل ، وليس في مقابل (الصغير) وأنّ ابن جرير الذي خاطبه الإمام العسكري(عليه السلام) هو رجلٌ آخر مجهولٌ من أصحاب الإمام(عليه السلام) وأنّ اسمه محمّد ابن جرير، ولا يعرف اسم جدّه ، وليس هو صاحب المسترشد ، ويذهب إلى أنّ له كتاباً في الدلائل ، وأنّ نسبة الكتاب إلى الصغير مجرّد وهم، أوّل من وقع فيه هو السيّد ابن طاوس، وتابعه جماعة من المتأخّرين ، وإليك بعض عباراته في هذا الصدد :
قال : كيف يكون هذا الذي معاصر الشيخ والنجاشي محمّد بن جرير الذي هو من معاصري العسكري(عليه السلام) والراوي عنه؟
ففيه في الحديث الأوّل من معجزات العسكري (عليه السلام) : قال أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري : حدّثنا عبدالله بن محمّد ، قال : رأيتُ الحسن بن عليّ(عليهما السلام) السِراج يكلّم الذئب ، . . الخبر .
وفي الحديث الثاني : قال أبو جعفر : رأيتُ الحسن بن عليّ(عليهما السلام) يمشي في أسواق سرّ من رأى ولا ظلَّ له ، . . الخبر .
وفي الثالث : قال أبو جعفر : قلتُ للحسن بن عليّ(عليهما السلام) : أرِني معجزةً خصوصيّةً أحدّثُ بِها عنك ، فقال : يا ابن جرير ، لعلّك ترتدّ ، . . الخبر .
وأوّل من وهم ـ في ما أعلم ـ أنّ هذا الكتاب لمحمّد بن جرير بن رستم هو عليّ بن طاوُس ، فنقل في آخر «نجومه» معجزات عن المعصومين(عليهم السلام) ، ونقل عن هذا الكتاب معجزات عن الحسن بن عليّ بن أبي طالب(عليهم السلام) ، وفي كلّ من العشرة يقول : يروى عن «دلائل الإمامة» للشّيخ محمّد بن جرير بن رستم الطبري .
و وجه توهّمه أنّه رأى في بعض مواضع الكتاب في أوّل السند : قال أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري ، وأوّلها في النسخة الموجودة في ذكر معجزات الحسن(عليه السلام) ، ثمّ بعده إلى خمسة عشر خبراً : «قال أبو جعفر : حدّثنا فلان » وفي معجزات