فتحقّق ممّا ذكرنا كلّه أنّ محمّد بن جرير بن رستم الطبري من أصحابنا اثنان : كبيرٌ وهو السابق ، وصغيرٌ وهو هذا ، وكلاهما ثقتان عدلان مرضيّان ، ولكلٍّ منهما كتابٌ في الإمامة ، فللأول كتاب «المسترشد» وللثاني كتاب «دلائل الإمامة» الذي يعبّر عنه السيّد هاشم البحراني بكتاب «الإمامة» .
وأخيراً أشار إلى أنّه أوّل من تنبّه إلى هذا الأمر بقوله : فاغتنم ذلك ، فإنّه من خواصّ كتابنا هذا ، ولم أقف على من تنبّه له من أصحابنا في الكتب الرجاليّة ۱ والحمدلله سبحانه على نعمه التي لاتحصى ۲ .
2 ـ وقال الشيخ آقا بزرك الطهراني المتوفّى سنة 1389هـ : محمّد بن جرير ، أبوجعفر الطبري المتأخّر الصغير في مقابل الكبير الذي ترجمة النجاشي .
أما محمّد بن جرير صاحب كتاب «دلائل الإمامة» الذي عقدت له هذه الترجمة ، فيظهر من مشايخه وأسانيده أنّه كان من المعاصرين للطوسي والنجاشي ، ومتأخّراً عن صاحب كتاب «المسترشد» و قدألّف «دلائل الإمامة» بعد 411 التي توفّي فيها ابن الغضائري ، كما حكاه عنه في «مدينة المعجزات» في التاسع والستين من معجزات صاحب الزمان(عليه السلام) بما لفظه : أبوجعفر محمّد بن جرير الطبري ، قال : نقلتُ هذا الخبر من أصل بخطّ شيخنا أبي عبدالله الحسين الغضائري(رحمه الله) ، قال حدّثني أبو الحسن عليّ بن عبدالله القاساني ، إلى آخركلامه الصريح في أنّ ابن الغضائري من مشايخه ، و أنّه كتبه عن خطّه بعد وفاته .
وابن الغضائري من أجلّة مشايخ النجاشي والطوسي .
1.من المسلم أنه لم يتنبه أحد لهذا الامر من أصحاب المصنفات قبله ، غير أنّ الشيخ آقا بزرك ذكر أنه هو الذي ألقى هذه الفكرة الى الشيخ المامقاني حيث قال : لما تفطّنت إلى تعدد المسمّين بمحمد بن جرير بن رستم الطبري ، ألقيته إلى الفاضل المامقاني عند اشتغاله بطبع كتابه تنقيح المقال في علم الرجال ، فاوردها فيه ج ۳ ـ ص۹۱ . . .الذريعة ۸ : ۲۴۴ .
2.تنقيح المقال ۳ : ۹۱ .
