الطبريّون: نظرة في المتفق و المفترق (القسم الأخير) - الصفحه 148

والنسخ التي رآها المحدّث النوري تتكون من أربعة أجزاء ، لهذا استغرب كون الكتاب يشتمل على (17) جزءاً ، قال : كتاب بشارة المصطفى لشيعة المرتضى ، صلوات الله عليهما ، في أربعة أجزاء ، على ما عثرنا على نسخ عديدة منه بعضها عتيقة ، وفي الأمل أنّه سبعة عشر جزءاً ، وهو غريب ، والظاهر أنّ نسخة العلاّمة المجلسي هي مثل التي عندنا ، فما عثرنا على خبر أخرجه منها فقدناه مما عندنا ، فالمظنون أنّه من طغيان قلمه ، أو من أخذه عنه ، وقد ذكر الجليل ابن شهرآشوب «البشارة» من مؤلّفاته في «المعالم» ولم يتعرّض لذلك ۱  .
وقد اعتمده كثير من العلماء ، منهم العلاّمة الحلي في الفصل الثاني من «كشف اليقين» في الفضائل الثابتة له(عليه السلام) حال خلقه وولادته ، والبياضي في «الصراط المستقيم» والعلاّمة المجلسي في «البحار» وغيرهم .
وقال العلاّمة المجلسي في مقدّمة البحار : كتاب بشارة المصطفى من الكتب المشهورة ، وقد روى عنه كثيرٌ من علمائنا ، ومؤلّفه من أفاخم المحدّثين ، و هو داخل في أكثر أسانيدنا إلى شيخ الطائفة ، و هو يروي عن أبي علي ابن شيخ الطائفة جميع كتبه و رواياته ۲  .
وقد طبع كتاب البشارة في النجف الأشرف سنة 1369 هـ من منشورات المكتبة الحيدرية ، وطبع ثانية سنة 1383 هـ .
وعلى الرغم من أنّ نسبة الكتاب إلى العماد الطبري أمرٌ مفروغٌ منه ، من خلال نسخ الكتاب التي جاء فيها اسم المؤلّف كاملاً ، ومتنه الذي تكرّر فيه اسم المصنّف ، فضلاً عن أن جميع الذين ترجموا له نسبوه له ، غير أنّه ورد أنّ سزكين نسبه إلى أبي جعفر، محمّد بن جرير الطبري مؤلّف كتاب «دلائل الإمامة» ، وأنّ بروكلمان ينسبه

1.خاتمة المستدرك ۳ : ۱۳ .

2.بحار الأنوار ۱ : ۳۳ .

الصفحه من 166