أمّ المؤمنين الطاهرة خديجة بنت خُويلد - الصفحه 100

قال : يا خديجة إنّ جبرئيل يخبرني أنّها أُنثى ، وأنّها النسلة الطاهرة الميمونة ، وأنّ اللَّه تبارك وتعالى سيجعل نسلي منها ، وسيجعل من نسلها الأئمّة ويجعلهم خلفاء في أرضه بعد انقضاء وحيه .
فلم تزل خديجة على ذلك إلى أن حضرت ولادتها فوجّهت إلى نساء قريش وبني هاشم أن تعالين لتلينَ مِنّي ما تلي النساءُ من النساء .
فأرسلنَ إليها : أنتِ عصيتِنا ولم تقبلي قولنا ، وتزوّجتِ محمّداً يتيم أبي طالب فقيراً لا مال له ، فلسنا نجيى ء ، ولا نلي من أمرك شيئاً .
فاغتمّتْ خديجة لذلك ، إذ دخل عليها أربع نسوة سمر ، طوال ، كأنّهنّ من بني هاشم ، ففزعت لذلك لمّا رأتهنّ فقالت إحداهنّ : لا تحزني يا خديجة فإنّا رُسل ربّك إليك ، ونحن أخواتك ، أنا سارة ، وهذه آسية بنت مزاحم ، وهي رفيقتك في الجنّة ، وهذه مريم بنت عمران ، وهذه كلثم أخت موسى بن عمران ، بعثنا اللَّه إليك لنلي منك ما تلي النساء ، فجلست واحدة عن يمينها وأخرى عن يسارها ، والثالثة بين يديها ، والرابعة من خلفها ، فوضعت فاطمةعليها السلام طاهرةً مطهّرةً .
فلمّا سقطت إلى الأرض أشرق منها النور حتّى دخل بيوتات مكّة ، ولم يبق في شرق الأرض وغربها موضع إلّا أشرق فيه ذلك النور .
ودخل عشر من الحور العين كلّ واحدةٍ منهنّ معها طَسْتٌ من الجنّة ، وإبريق من الجنّة ، وفي الإبريق ماءٌ من الكوثر .
فناولتها المرأة التي كانت بين يديها فغسلتها بماء الكوثر ، وأخرجت خرقتين بيضاوَيْنِ أشدّ بياضاً من اللبن ، وأطيب ريحاً من المسك والعنبر ، فلفّتها بواحدةٍ وقنّعتها بالثانية ، ثمّ استنطقتها فنطقتْ فاطمةٌ بالشهادتين وقالت : «أشهد أن لا إله

الصفحه من 116