أمّ المؤمنين الطاهرة خديجة بنت خُويلد - الصفحه 67

ومعنى «حمراء الشدقين» أنّ المرأة إذا كبرت احمرّ شدقاها . وقيل : إنّه أرادت بالأحمر الأبيض ، ومتى كبرت المرأة ابْيَضَّ شدقاها ، وهو الأصحّ .
وكلّ هذه الروايات في الصحيحين ۱ .
وقال الزُهْريّ ۲ بلغنا : أنّ خديجة أنفقت على رسول اللَّه صلى الله عليه وآله أربعين ألفاً وأربعين ألفاً ، انتهى ما ذكرنا من التذكرة ۳ .

1.صحيح مسلم باب فضائلها(ح ۲۴۳۷) ، صحيح البخاري ج ۵ ص ۴۸(الشطري)

2.الزُهريّ ، هو محمّد بن شهاب ، من معاصري الإمام السجّاد عليّ بن الحسين عليهما السلام قالوا فيه : «عَدْوٌّ» ، راجع الخلاصة للعلامة الحلّي ص ۱۲۱ ، وقد أرسل الإمام إليه رسالة ً يعظه فيها ، أثبتناها في كتاب بلاغة الإمام السجّادعليه السلام (المؤلّف) . وراجع : جهاد الإمام السجّادعليه السلام (ص ۲۲۷) من الطبعةالثانية

3.تذكرة الخواصّ (ص ۷۰) ط طهران (المؤلّف) . قال السيّد المقرّم رحمة اللَّه عليه - في كتابه الإمام زين العابدين في هامش ص ۱۵۴ - : في البداية لابن كثير (ج ۹ ص ۳۴۰) ولد محمّد بن عبيد اللَّه بن عبداللَّه بن شهاب بن عبداللَّه بن الحارث ابن زهرة بن كلاب بن مرّة ، القرشي ، الزُهْري سنة (۵۸ه) وكان قصيراً قليل اللحية له شعرات طوال خفيف العارضين . وفي ترجمته من وفيات الأعيان لابن خلكان : كان أبوه مسلم مع مصعب بن الزبير ، وجدّه عُبيد اللَّه مع المشركين في يوم بدر ، ولم يزل هو مع عبدالملك بن مروان وهشام بن عبد الملك واستقضاء يزيد بن عبد الملك . وفي البداية : جعله هشام معلّم أولاده . وفي تهذيب التهذيب (ج ۹ ص ۴۴۹) : أمره هشام أن يملي على أولاده أحاديث فأملي عليهم أربعمائة حديث . والقارئ الفطن خبيرٌ بأنّ من يتقلّب في دُنيا بني مروان لا يروي في أحاديثه شيئاً في فضل عليّ وأولاده الأطهرين عليهم السلام لأنّه لا يروق لهم ذلك ، والزهري على نهجهم وسيرتهم ، يتطلّب دُنياهم ، ومن هنا أطراهُ علماء العامّة ورفعوه إلى أعلى مستوى العلم والفضيلة ، ويحكي ابن حجر تعجّبه من كثرة ما نشره من العلم . وإنّي لا أشكّ في انحراف الرجل عن أمير المؤمنين وأولاده ، يشهد لذلك ما رواه ابن أبي الحديد في شرح النهج (ج ۱ ص ۳۷۱) عن جرير بن عبد الحميد عن محمّد بن شيبة قال : شهدتُ الزهري وعروة بن الزبير في مسجد النبيّ صلى الله عليه وآله يذكران عليّاً ، ونالا منه، فبلغ ذلك عليّ بن الحسين عليهما السلام فجاء حتّى وقفَ عليهما فقال : أمّا أنت يا عُروة فإنّ أبي حاكم أباك فحكم لأبي على أبيك ، وأمّا أنت يا زهري فلو كنتُ في مكّة لأريتك كير أبيك . وقال السيّد ابن طاوس رحمه الله في «التحرير الطاووسي» بترجمة عبداللَّه بن العبّاس : إنّ سفيان بن سعيد ، والزُهْري عدوّان متّهمان ، وقد ذكرتُ في كتبي شيئاً يتعلّق بحالهما . وقال أبو علي الحائري في «منتهى المقال» بترجمته :لاريب في عداوته ونصبه لأمير المؤمنين . وفي رجال الشيخ الطوسي ، والعلّامة ، وابن داود ، والسيّد مصطفى التفريشي : إنّه عدوّ لآل محمّد صلوات اللَّه عليهم . وفي كشف الغمة (ج ص ) والتهذيب للشيخ الطوسي (ج ۲ ص ۴۳۵) : كانَ عاملاً لبني أميّة ، فعاقب رجلاً مات في عقوبته ، فهرب لوجهه وتوحّش ، ولكن الإمام زين العابدين عليه السلام أمره بإرسال الدية إلى أهل المقتول ، ولا ييأس من رحمة اللَّه . ومن جميع ما تقدّم جزم شيخنا المامقاني في تنقيح المقال بتلوّن الرجل وعدم استقامة رأيه . وما في الصحيفة الخامسة ص ۲۸۹ من دعاء الإمام السجّادعليه السلام له بالرزق والخلاص إمّا لأنّه هو طلب ذلك منه وهُم عليهم السلام لا يردّون متوقّعاً أو من تاب وندم على ما أفرط ، وسيأتي حديثه فيما شاهده من الإمام في عرفات (راجع الإمام زين العابدين للمقرم ص ۱۷۴ نقلاً عن تفسير الإمام العسكري ص ۲۵۶) ، ولعلّ تفضّل الإمام السجّادعليه السلام بتلك الكرامات ممّا هداه إلى الحقّ ، ورواياته في الفقه كثيرة فإذ لم يتب مع قرائته لهذا الكتاب الصادر من إمام الاُمّة وللمعاجز التي شاهدها من السجّاد فهو ملعون ومع ذلك فقد أدرجه العلّامة الحلّي وابن داود في قسم الضعفاء ولم يقم له وزناً الشيخ محمّد طه نجف حيث لم يذكره في اتقان المقال . توفّي كما في وفيّات الأعيان لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة ۱۲۴ في بيته (بنعف) وهي في آخر عمل الحجاز وأوّل عمل فلسطين ، ودفن في ضيعته (إدامي) خلف (شغب ، وبدا) وهما واديان أو قريتان . وفي معجم البلدان ج ۵ ص ۲۷۷ دفن في ضيعة خلف وادي القرى تسمّى شغب . وعلماؤنا لم يختلفوا في قدحه ، أجمعوا على ذلك ، فراجع كتاب «زين العابدين عليه السلام»للمقرم ص ۱۵۴- ۱۵۸ الهامش . وقد أثبت السيّد الجلالي أنّ الزُهْريّ هو من أعمدة البلاط الأموي ، وجميع أهل البيت عليهم السلام يجرحونه وكذلك يجرحه غيرهم ، وانّ الرجل كان كذّاباً ومتزلّفاً لبني أميّة - لعنهم اللَّه - جهاد الإمام السجّادعليه السلام (ص ۲۶۸ - ۲۸۰)(الشطري)

الصفحه من 116