أمّ المؤمنين الطاهرة خديجة بنت خُويلد - الصفحه 71

كما ورد أيضاً في البحار ، عن عيون المعجزات ۱ عن جارية بن قدامة قال : حدّثني سلمان ، قال : حدّثني عمّار ، وقال : أخبرك عجباً . قلت : حدّثني يا عمّار ، قال : شهدتُ عليّ بن أبي طالب عليه السلام وقد ولج على فاطمة فلمّا بصرتْ به نادتْ : أدْنُ منّي لأُحدّثك بما كان وما هو كائن وبما لم يكن إلى يوم القيامة حين تقوم الساعة .
قال عمّار : فرأيت أمير المؤمنين عليه السلام يرجع القهقرى ، فرجعت برجوعه .
إذ دخل على رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فقال : أدن منّي يا أبا الحسن فدنا منه ، فلمّا اطمئنّ به المجلس فقال له : تحدّثني أم أُحدّثك ؟ قال عليه السلام : الحديث منك أحسن يارسول اللَّه ، فقال صلى الله عليه وآله : كأنّي بك وقد دخلتَ على فاطمة وقالت لك كذا وكذا ، فرجعت . فقال عليه السلام : يارسول اللَّه ، نور فاطمة من نورنا ؟ فقال صلى الله عليه وآله : بلى ، أولا تعلم ؟ فسجد عليّ عليه السلام شكراً للَّه تعالى . قال عمّار : فخرج أمير المؤمنين عليه السلام وخرجتُ بخروجه ، فولج على فاطمة وولجتُ فقالت : يا أبا الحسن ، كأنّك رجعت إلى أبي فأخبرته بما قلتُ لك ، قال : كان كذلك يافاطمة . فقالت : اعلم يا أبا الحسن ، أنّ اللَّه خلق نوري ، وكان يُسبّح اللَّه جلّ جلاله ثمّ أودعه بشجرة من شجر الجنّة أوحى اللَّه إلهاماً أن اقتطف الثمرة من تلك الشجرة وأدرها في لهواتك ، ففعل فأودعني اللَّه صُلب أبي ، ثمّ أودعني صلب خديجة بنت خويلد فوضعتني ، وأنا من ذلك النور ، أعلم ما كان وما يكون وما لم يكن ، يا أبا الحسن ، المؤمن ينظر بنور اللَّه .
وأيضاً فيه : قال أمير المؤمنين عليه السلام : كنّا جُلوساً عند رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فقال : أيّ شي ءٍ خيرٌ للنساء ؟ فعيينا بذلك كلّنا ، حتّى تعرفنا ، فرجعتُ إلى فاطمة فأخبرتُها بالذي قال لنا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وليس منّا أحد علمه ولا عرفه ، فقالت : ولكنّي أعرفه ، خيرٌ للنساء أن لا يرينَ الرِّجال ولا يراهنّ الرجال .

1.تأليف الحسين بن عبد الوهاب ، طبع النجف الأشرف (المؤلّف)

الصفحه من 116