أمّ المؤمنين الطاهرة خديجة بنت خُويلد - الصفحه 74

وأفضلهنّ (أي زوجات النبيّ صلى الله عليه وآله) خديجةُ وعائشة ، وفي أفضلَيْهما خلاف ، صحّح ابن العماد تفضيل خديجة لما ثبت أنّه صلى الله عليه وآله قال لعائشة - حين قالت له : قد رزقك اللَّه خيراً منها : واللَّه ما رزقني اللَّه خيراً منها ، آمنتْ بي حين كذّبني الناس ، وأعطتْني مالها حين حرمني الناس ۱ .

عبدالسلام :

ونقله في شرح عبد السلام على الجوهرة ، ونصّه : صحّح ابن العماد تفضيل خديجة وفاطمة ، فتكون أفضل من عائشة .

قاضي القضاة السُبكي ۲ :

ولمّا سُئِلَ السُبكي عن ذلك ؟ فقال : الذي نختاره وندين اللَّه به أنّ فاطمة بنت محمّدصلى الله عليه وآله أفضل ، ثمّ أُمّها خديجة ، ثمّ عائشة ۳ .

1.نور الأبصار للشبلنجي (ص ۴۳)(المؤلّف)

2.السُبْكِيّ - بالضمّ - قاضي القضاة ، تقيّ الدين ، عليّ بن عبد الكافي بن علي ، الخزرجي الأنصاري المصري الشافعي الأشعريّ ، ولد أوّل صفر سنة ۶۸۳ وتوفي سنة ۷۵۶ ، راجع الكنى والألقاب للقمّي (المؤلّف) وله ترجمة واسعة في مقدّمة كتابه (شفاء السقام في زيارة خير الأنام) بقلم السيّد الجلالي ، الطبعة الرابعة

3.الثابت عند علماء المسلمين جميعاً أنّ خديجةعليها السلام هي أوّل مَنْ آمنت برسول اللَّه من النساء وأنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله كان يجلّها ويحترمها في حياتها وكان يثني عليها بعد وفاتها . ثمّ إنّ الحديث الذي ذكرته عائشة : «أفضل نساء الجنّة أربعة مريم وآسية وخديجة وفاطمة» لم يرد ذكر لفضل عائشة فيه ، علماً بأنّ نساء أهل الجنّة خيرة نساء الأرض . بالإضافة إلى أنّ الثابت عند المسلمين جميعاً أنّ عائشة خرجت لحرب الإمام أمير المؤمنين وأنكرت خلافته التي أجمع عليها المسلمون ، وسبّبت قتل ستّة عشر ألف مسلم فيهم عدد كبير من الصحابة ، وأنّها خالفت قول اللَّه تعالى : «وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ» الأحزاب : ۳۳ ،وقول رسول اللَّه صلى الله عليه وآله لعليّ : «يا عليُّ ، حربك حربي ، وسلمك سلمي» وحسدت خديجة الطاهرةعليها السلام كما صرّحت هي في أحاديثها السابقة ، والحسد من الكبائر التي تخلّد صاحبها بالنار . ولم تزر الصدِّيقة الطاهرة فاطمة أيّام مرضها . وكانت تحقد على فاطمة وعلى اُمّها خديجة ، وعندما سمعت بنبأ استشهاد الإمام أمير المؤمنين ، استبشرت ، وأنشدت : فألقتْ عصاها واستقرَّ بها النوى كما قرّ عيناً بالإيابِ المسافرُ وخرجت مرّة أُخرى - وبتحريض من الملعون مروان بن الحكم - على بغلةٍ ، عند شهادة الإمام الحسن عليه السلام عندما أراد بنو هاشم أن يجدّدوا لجنازته العهد برسول اللَّه صلى الله عليه وآله ويدخلوا بها إلى قبر جدّه ، خرجت قائلةً : «يا بني هاشم ، إنّي لا أُحبّ من لا أُحبّ أن يدخل بيتي» وهذا ردّ على قول رسول اللَّه صلى الله عليه وآله حيث قال : «الحسن والحسين ابناي ، اللّهمَّ إنّي أُحبّهما وأُحبّ من يُحبّهما» فمنعت بني هاشم من زيارة النبيّ صلى الله عليه وآله وقد أُصيب نعش الإمام الحسن عليه السلام في ذلك اليوم بخمسين سهماً ، وقد علّمها ابنُ أخيها القاسم بن محمّد بن أبي بكر في ذلك الموقف طالباً منها الرجوع ، حيث قال لها : يا عمّة ما غسلنا رؤوسنا من يوم الجمل ، حتّى يُقال : يوم البغلة الشهباء . وقال لها عبداللَّه بن العبّاس : يومٌ على جملٍ ، ويومٌ على بغلٍ ، ثمّ أنشد : أيا بنتَ أبي بكرٍ فلا كانَ ولا كُنتِ تجمّلْتِ تبغّلْتِ ولو عِشْتِ تفَيَّلْتِ لكِ التُسعُ من الثُمنِ وبِالكُلِّ تَصَرَّفْتِ وقد استدلّ العامّة على زعم أفضليّتها بأنّها كانت عالمةً وحافظةً لكثير من أحاديث رسول اللَّه صلى الله عليه وآله ، وهذا لا قيمة له عند اللَّه ، لأنّها لم تعمل بما تعلم ، بل يكون هذا حجّة قويّة عليها يوم القيامة ، ورحم اللَّه الشاعر الأُزْري حيث قال : حَفِظَتْ أربعين ألف حديثٍ ومن الذِكْرِ آيةً تَنْساها؟ (الشطري) . وقال الشيخ عبد الحسين الحُويْزي الحائري : نَسِيَتْ «قَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ» وكانَتْ تحفَظُ الذِكْرَ ، ما الذي أنْساها ؟

الصفحه من 116