أمّ المؤمنين الطاهرة خديجة بنت خُويلد - الصفحه 80

وهذا المال كلّه بحكم محمّدصلى الله عليه وآله .
فلمّا رجع ميسرة حدّث أنّه ما مرّ بشجرةٍ ولا مدرةٍ إلّا قالت : السلام عليك يارسول اللَّه .
قال : جاء بَحِيْرا الراهب وخدمنا لمّا رأى الغمامة على رأسه تسير حيثما سار تُظلّه بالنهار ، وربحنا في ذلك السفر ربحاً كثيراً .
فلمّا انصرفا ، قال ميسرة : لو تقدّمت يا محمّد إلى مكّة وبشّرت خديجة بما قد ربحنا لكان أنفع لك ، فتقدّم محمّد على راحلته ، فكانت خديجة في ذلك اليوم جالسةً على غرفة مع نسوة ، فظهر لها محمّدٌ راكباً فنظرتْ خديجة إلى غمامة عالية على رأسه تسير بسيره ، ورأت ملكين عن يمينه وعن شماله في يد كلّ مَلَك سيفٌ مسلول يجيئان في الهواء معه ۱ .
فقالت : إنّ لهذا الراكب لشأناً عظيماً ، ليته جاء إلى داري .
فإذا هو محمّدٌ ، قاصدٌ إلى دارها .
فنزلت حافيةً إلى باب الدار، وكانت إذا أرادت التحوّل من مكان إلى مكان حوّلت الجواري السرير الذي كانت عليه ، فلمّا دَنَتْ منه قالت : يا محمّد اخرج وأحضرني عمّك أبا طالب الساعة ، وقد بعثت إلى عمّها أن زوّجني من محمّد إذا دخل عليك .
فلمّا حضر أبو طالب قالت : أخرجا إلى عمّي ليزوّجني من محمّد ، فقد قلتُ له في ذلك ، فدخلا على عمّها ، وخَطَبَ أبو طالب الخُطبة المعروفة ، وعَقَدَ النّكاح ، فلمّا

1.البحار ج ۶ ص ۹۹ عن الخرائج والجرائح . تأليف قطب الدين الراوندي ، هو أبو الحسن ، سعيد بن هبة اللَّه بن الحسن العالم المتبحِّر الفقيه المحدِّث المفسِّر المحقّق الثقة الجليل صاحب الخرائج والجرائح ، وقصص الأنبياء ، ولبّ اللباب ، وشرح النهج وغيره ، توفّى ۴ شوّال سنة ۵۷۳ كما في البحار نقلاً عن خطّ الشهيد رحمه الله وقبره في صحن الحضرة الفاطميةعليها السلام في قمّ المقدّسة مزار معروف . (المؤلِّف)

الصفحه من 116