أمّ المؤمنين الطاهرة خديجة بنت خُويلد - الصفحه 81

قام محمّد ليذهب مع أبي طالب قالت خديجة : إلى بيتك فبيتي بيتُك وأنا جاريتُك ۱ .

كيفيّة زواجها من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله

جاء في سيرة النبيّ لابن هشام ۲ : كانتْ بنت خويلد امرأةً تاجرةً ذات شرفٍ ومالٍ ، تستأجر الرّجال في مالها وتضاربهم إيّاه بشي ء تجعله لهم ، وكانت قريش قوماً تجّاراً فلمّا بلغها عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله ما بلغها من صدق حديثه وعظم أمانته وكرائم أخلاقه ، بعثت إليه فعرضت إليه أن يخرج في مال لها إلى الشام تاجراً وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجّار ، مع غلام لها يُقال له : ميسرة ، فقبله رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وخرج في مالها ذلك ، وخرج معه غلامها ميسرة ، حتّى قدم الشام فنزل رسول اللَّه صلى الله عليه وآله في ظلّ شجرة قريباً من صومعة راهب من الرهبان فاطلع الراهب إلى ميسرة ، فقال له : مَنْ هذا الرجل الذي نزل تحت هذه الشجرة ؟ فقال له ميسرة : هذا رجل من قريش من أهل الحرم ، فقال له الراهب : ما نزل تحت هذه الشجرة قطّ إلّا نبيّ .
ثمّ باعَ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله سلعته ۳ التي خرج بها ، واشترى ما أراد أن يشتري ثمّ أقبل قافلاً إلى مكّة ومعه ميسرة ، فكان ميسرة إذا كانت الهاجرة واشتدّ الحرّ ، يرى ملكين يُظلّانه من الشمس وهو يسير على بعيره . فلمّا قدم مكّة على خديجة بمالها ، باعت ما جاء به فأضعف أو قريباً ، وحدّثها ميسرة عن قول الراهب ، وعمّا كان

1.البحار (۱۶ / ۸) وذكر قصة الغمّامة التي تظلّله في تفسير الإمام العسكري (ص ۱۵۵) وفي إثبات الهداة للحرّ العاملي (۲ / ۱۵۱)(الشطري)

2.السيرة ج ۱ ص ۳۰۳ . لابن هشام وهو أبو محمّد عبد الملك بن هشام بن أيّوب الحميري البصري نزيل مصر صاحب كتاب السيرة المعروفة بسيرة ابن هشام جمعها من المغازي والسير لابن إسحاق ، توفّي سنة ۲۱۸ ، راجع الكنى ص ۴۳۷ ج ۱(المؤلف)

3.السلعة بالكسر البضاعة والجمع السلع مثل سدرة وسدر ، راجع مجمع البحرين (المؤلّف)

الصفحه من 116