أمّ المؤمنين الطاهرة خديجة بنت خُويلد - الصفحه 92

قالت : يارسول اللَّه ، حَسْبي ، صَدَقَ اللَّهُ ورسوله ۱ .
وأمّا عبدُ اللَّه :
فمات أيضاً بمكّة صغيراً ، وكان يسمّى : «الطيّب والطاهر» ، وقيل : الطيّب والطاهر غير عبداللَّه .
عن جابر عن أبي جعفرعليه السلام قال : توفّي الطاهر ابن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فنهى رسول اللَّه خديجة عن البُكاء . فقالت : بلى يارسول اللَّه ، ولكن دَرَّتْ عليه الدَرِيْرَةُ ، فبكيتُ . فقال لها : أما ترضَيْن أن تجديه قائماً على باب الجنّة ، فإذا رآكِ أخذ بيدكِ فأدخلكِ الجنّة ، أطهرنا مكاناً وأطيبنا . قالت : وإنّ ذلك كذلك .
قال : فإنّ اللَّه عزّوجلّ أكرمُ من أن يسلب عبداً ثمرة فؤاده ، فيصبر ويحتسب ويحمد اللَّه عزّوجلّ ، ثمّ يعذّبه ۲ .

وأمّا إبراهيم :

فأُمّه مارية القبطيّة ، ولد في ذي الحجّة سنة ثمانٍ من الهجرة ، ومات سنة عشرٍ ، وعمره إذ ذاك سنة وعشرة أشهر ، وقيل : سنة وستّة أشهر ، ودفن بالبقيع .
عن ابن عبّاس قال : كنتُ عند النبيّ صلى الله عليه وآله وعلى فخذه الأيسر ابنه إبراهيم ، وعلى فخذه الأيمن الحسين بن عليّ عليهما السلام وهو تارةً يقبِّل هذا ، وتارةً يقبِّل هذا ، إذ هبط جبرئيل بوحيٍ من ربّ العالمين ، فلمّا سُرِّيَ عنه قال صلى الله عليه وآله : أتاني جبرئيل من ربّي فقال : يا محمّد إنّ ربّك يقرءُ عليك السلام ويقول : لستُ أجمعهما ، فافْدِ أحدهما لصاحبه .
فنظر النبيّ صلى الله عليه وآله إلى إبراهيم فبكى ، ونظر إلى الحسين فبكى ، وقال : إنّ إبراهيم أُمّه أمةٌ ومتى مات لم يحزن عليه غيري ، وأمّ الحسين فاطمةٌ ، وأبوه عليّ ابن عمّي

1.ينابيع المودّة للقندوزي نقلاً عن سنن ابن ماجه (المؤلّف)

2.البحار ج ۲ نقلاً عن الكافي(المؤلف)

الصفحه من 116