أمّ المؤمنين الطاهرة خديجة بنت خُويلد - الصفحه 97

فلمّا أدبرَ قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله : «اللّهمّ العن المغيرةَ بن أبي العاص ، والعن من يأويه ، والعن من يحمله ، والعن من يطعمه ، والعن من يسقيه ، والعن من يجهّزه ، والعن من يعطيه سقاء أو خداعاً أو رشاء أو وعاء » وهو يعدّهنّ بيمينه .
وانطلق به عثمانُ؛ فآواه ، وأطعمه ، وسقاه ، وحمله ، وجهّزه ، حتّى فعل جميع ما لعن عليه النبيّ صلى الله عليه وآله من يفعله به ، ثمّ أخرجه في اليوم الرابع يسوقه ، فلم يخرج من أبيات المدينة حتّى أعطب اللَّه راحلته ، ونقب خداعه ، وورمت قدماه ، فاستعان بيده وركبتيه ، وأثقله جهازه ، حتّى وجس ۱ فأتى سمرة ۲ فاستظلّ بها لو أتاها بعضكم ما أبهره ذلك ، فأتى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله الوحي فأخبره بذلك .
فدعا عليّاًعليه السلام فقال : خُذْ سيفك فانطلق أنت وعمّار وثالث لهما ، فأت المغيرة ابن أبي العاص تحت شجرة كذا وكذا ، فأتاه عليّ عليه السلام فقتَله .
فضربَ عثمان بنتَ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وقال : أنتِ أخبرتِ أباك بمكانِهِ ، فبعثتْ إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله تشكو ما لقيتْ ، فأرسل إليها رسول اللَّه صلى الله عليه وآله «أقني ۳ حياك ما أقبح بالمرأة ذات حَسَبٍ ودين في كلّ يوم تشكو زوجها» ۴ .
فأرسلت إليه صلى الله عليه وآله مرّاتٍ ، كلّ ذلك يقول لها ذلك ، فلمّا كان في الرابعة دعا عليّاًعليه السلام وقال : خُذ سيفك واشتمل عليه ثمّ أئتِ بنت ابن عمّك ، فخذ بيدها فإن حال بينك وبينها أحد فاحطمه بالسيف .
وأقبل رسول اللَّه صلى الله عليه وآله كالوالِهِ من منزله إلى دار عثمان ، فأخرج عليّ عليه السلام ابنة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فلمّا نظرت إليه عليه السلام رفعت صوتها بالبكاء ، واستعبرَ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله

1.أي فزع (المؤلّف)

2.شجر معروف(المؤلف)

3.أو احفظي (المؤلّف)

4.قارن هذا بما رواه الكليني في الكافي(۱ / ۷۰) وانظر منتخب الأنوار لابن همّام ،المطبوع مع «تاريخ أهل البيت عليهم السلام» تحقيق السيّد الجلاليّ .الطبعة الثانية قم ۱۴۲۳ه

الصفحه من 116