إثبات صدور الحديث أسبابه و مناهجه - الصفحه 20

ولايته والذين يروون فضائله ومناقبه ، فأدْنوا مجالسهم وقرّبوهم وأكرِموهم ، واكتبوا لي بكلّ ما يروي كلُّ رجلٍ منهم واسمه واسم أبيه وعشيرته» .
ففعلوا ذلك حتّى أكثروا في فضائل عثمان ومناقبه ، لما كان يبعثه إليهم من الصلات والكساء والحباء والقطائع . . .
ثمّ كتب إلى عمّاله: «إنّ الحديث في عثمان قد كَثُرَ وفشا في كلّ مصر وفي كلّ وجهٍ و ناحيةٍ ، فإذا جاءكم كتابي هذا ، فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الأوّلين ، ولا تتركوا خبرا يرويه أحدٌ من المسلمين في أبي تراب ، إلّا وتأتوني بمناقضٍ له في الصحابة ، فإنَّ هذا أحبّ إليّ وأقرّ لعيني ، وأدحض لحجّة أبي تراب وشيعته» ۱ .

النقطة الثالثة: أسباب الوضع

ذكر لوضع الأحاديث دوافع متعدّدة ، نعرض في ما يلي أهمّها:

أوّلاً: الدافع السياسيّ:

وهذا الدافع يجعله بعض العلماء أهمّ الأسباب الباعثة على وضع الأحاديث ، وقد تقدّمت نماذج من الروايات الموضوعة بهذا الدافع في النقطة الثانية ، ومن نماذجه أيضا:
1 ـ حدّثنا عمر بن إبراهيم . . . قال: حدّثنا عيسى بن عليّ بن عبداللّه بن العبّاس ، عن أبيه ، عن جدّه العبّاس ، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «يا عمّ ، إنَّ اللّهَ جعل أبابكر خليفتي على دين اللّه ووحيه ، فأطيعوه بعدي تهتدوا ، واقتدوا به ترشدوا» ۲ .
قال الدارقطني عن راوي الحديث وهو عمر بن إبراهيم الكردي: «كان كذّابا

1.شرح نهج البلاغة ۱۱/۴۴ ـ ۴۵ .

2.الموضوعات ، ابن الجوزي ۳۱۵ ـ ۳۱۶ .

الصفحه من 45