إثبات صدور الحديث أسبابه و مناهجه - الصفحه 23

بهداي ، ولا يستنّون بسنّتي ، وسيقوم فيهم رجالٌ قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس» قلت: كيف أصنع يا رسول اللّه إن أدركت ذلك؟ قال: «تسمع وتطيع الأميرَ وإنْ ضرب ظهرك وأخذ مالك ، فاسمع وأطِع» ۱ .
وواضح أنَّ هذا الحديث مختلقٌ لحساب السلطات الجائرة ، ولضمان خنوع الأمّة وخضوعها للحكّام الظلمة ، مهما مارسوا من تعدّيات على حقوق الناس وكراماتهم .

ثانيا: دافع الإفساد في الدين:

ومن شواهد ذلك ما قام به الزنادقة والغلاة الذين أرادوا أن يفسدوا على المسلمين دينهم ، بوضع الأحاديث المفتراة على النبيّ صلى الله عليه و آله والأئمّة المعصومين عليهم السلام وقد توزّعت موضوعاتهم على الجانبين: العقائدي والتشريعي على السواء .
ومن شواهده ـ أيضا ـ ما قام به المنافقون المتستّرون بالإسلامِ ضمن مخطّطاتهم التخريبيّة للدين ، من الوضع والإفتراء على رسولِ اللّه صلى الله عليه و آله والأئمّة المعصومين عليهم السلام .
وقد أشار الإمام علي عليه السلام إلى ذلك بقوله: «إنَّ في أيدي الناس حقّا وباطلاً ، وصدقا وكذبا . . . وإنّما أتاك بالحديث أربعة رجال ليس لهم خامس: رجلٌ منافقٌ مظهرٌ للإيمان ، متصنّعٌ بالإسلام ، لا يتأثّم ولا يتحرّج ، يكذب على رسول اللّه صلى الله عليه و آله متعمّدا ، فلو علم الناس أنّه منافقٌ كاذبٌ ، لم يقبلوا منه ، ولم يصدّقوا قوله ، ولكنّهم قالوا: صاحبُ رسول اللّه صلى الله عليه و آله رآهُ وسمع منهُ ولقف عنهُ ، فيأخذون بقوله ، وقد أخبرك اللّه عن المنافقين بما أخبرك ، ووصفهم بما وصفهم به لك ، ثمّ بقوا بعده ، فتقرّبوا إلى أئمّة الضلالة والدُعاة إلى النار بالزّور والبهتان ، فولّوهم الأعمال ،

1.صحيح مسلم ، بشرح النووي ۱۲/۴۴۱ الحديث رقم ۴۷۶۲ .

الصفحه من 45