إثبات صدور الحديث أسبابه و مناهجه - الصفحه 24

وجعلوهم حكّاما على رقاب الناس» ۱ .
ومن أمثلة الموضوعات بهذا الدافع:
1 ـ ما قام به عبدالكريم بن أبي العوجاء ، الذي قتله مُحمّد بن سليمان العبّاسي أمير البصرة ، بجريمة الزندقة ، بعد عام 160 للهجرة ، في خلافة المهدي ، ولمّا أخُذ لتضرب عنقه قال: لقد وضعتُ فيكم أربعة آلاف حديثٍ ، أُحرّم فيها الحلالَ وأحللُ الحرامَ ۲ .
2 ـ ما وضعه مُحمّد بن سعيد بن حسّان الأسدي الشامي المصلوب ، قال أحمد ابن حنبل: قتله أبو جعفر المنصور في الزندقة ، حديثه حديثٌ موضوعٌ .
وحكى عنه الحاكم أبوعبداللّه أنّه روى عن حُميد عن أنس مرفوعا: «أنا خاتم النبيّين ، لا نبيّ بعدي إلاّ أن يشاء اللّه » وقال: وضع هذا الاستثناء لما كان يدعو إليه من الإلحاد والزندقة والدعوة إلى التنبّي ۳ .
3 ـ ما قام به المغيرة بن سعيد ، قال أبو عبداللّه عليه السلام : «كان المغيرة بن سعيد يتعمّد الكذب على أبي . . . وكان أصحابه ـ المتستّرون بأصحاب أبي ـ يأخذون الكتب من أصحاب أبي فيدفعونها إلى المغيرة ، فكان يدسّ فيها الكفر والزندقة ، ويُسندها إلى أبي» ۴ .
4 ـ عن مُحمّد بن أبي عمير ، قال: حدّثنا بعض أصحابنا ، قال: قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : زعم أبو هارون المكفوف أنّك قلت له: «إن كنت تريد القديم ، فذاك لا يدركه أحدٌ ، وإن كنت تريد الذي خلق ورزق ، فذاك مُحمّد بن عليّ»؟! فقال: «كذب عليَّ ، عليه لعنةُ اللّه ، واللّهِ ما مِن خالقٍ إلاّ اللّهُ وحدَه لا شريكَ له ، حقٌّ

1.نهج البلاغة ، تحقيق صبحي الصالح ، الكلمة ۲۱۰ ، ص ۳۲۵ ـ ۳۲۶ .

2.تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة ، ابن عرّاق الكناني ۱/۱۱ .

3.المدخل إلى الإكليل ص ۵۱ ـ ۵۲ نقلاً عن الباعث الحثيث ۱/۲۵۵ ـ ۲۵۶ .

4.اختيار معرفة الرجال ، الشيخ الطوسي ص ۲۹۸ .

الصفحه من 45