إثبات صدور الحديث أسبابه و مناهجه - الصفحه 25

على اللّهِ أن يذيقنا الموتَ ، والذي لا يهلكُ هو اللّهُ خالقُ البريّة» ۱ .

ثالثا: الدوافع المذهبيّة:

ومن شواهد هذا الدافع لوضع الأحاديث:
1 ـ ما ذكره أبو العبّاس القرطبي ، صاحب كتاب (المفهم شرح صحيح مسلم) قال: استجاز بعض فقهاء أهل الرأي نسبةَ الرأي الذي دلَّ عليه القياسُ الجليُّ إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله نسبةً قوليّةً ، فيقولون في ذلك: «قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله كذا»! ولهذا ترى كتبهم مشحونةً بأحاديث تشهد متونُها بأنّها موضوعة؛ لأنّها تشبه فتاوى الفقهاء ، ولأنّهم لا يقيمون لها سندا ۲ .
2 ـ روى ابن أبي حاتم في مقدّمة كتاب (الجرح والتعديل) عن شيخٍ من الخوارج أنّه كان يقول ـ بعد ما تاب ـ : انظروا عمّن تأخذون دينكم؛ فإنّا كنّا إذا هوينا أمرا صيّرنا له حديثا ۳ .
3 ـ وقال الحاكم أبو عبداللّه : كان مُحمّد بن القاسم الطالقاني من رؤساء المرجئة ، يضع الحديث على مذهبهم ۴ .
4 ـ وحكى ابن عَديّ: أنَّ مُحمّد بن شجاع الثلجي ، كان يضع الأحاديث التي ظاهرها التجسيم ، وينسبها إلى أهل الحديث؛ لما بينه وبينهم من العداوة المذهبيّة ۵ .

رابعا: الأغراض والمصالح الشخصيّة:

وكان أعظم الناسِ في ذلك بليّةً القرّاءُ المراؤون والمستضعفون الذين يظهرون

1.اختيار معرفة الرجال ص ۲۹۶ .

2.تنزيه الشريعة المرفوعة ، ص ۱۱ ، الباعث الحثيث ، شرح اختصار علوم الحديث ، ۱/۲۵۸ .

3.تنزيه الشريعة المرفوعة ، ص ۱۱ .

4.تنزيه الشريعة المرفوعة ۱/۱۱ .

الصفحه من 45