إثبات صدور الحديث أسبابه و مناهجه - الصفحه 27

قفاك أنّه قفا كذّابٍ على رسول اللّه صلى الله عليه و آله ۱ .
ب: مقاتل بن سليمان البلخي ، وكان من المشهورين بالتفسير ، فإنّه كان يتقرّبُ إلى الخلفاء بوضع الحديث ، فقد حكى أبو عبيداللّه وزير المهدي ، قال: قال لي المهدي: ألا ترى إلى ما يقول لي هذا ـ يعني مقاتلاً ـ؟ قال: إذا شئتَ وضعتُ لك أحاديثَ في العبّاس! قلت: لا حاجةَ لي فيها ۲ .
خامسا: القُصّاص الذين كانوا يتكسّبون بوضع الأحاديث في قصصهم ، ويثيرون أعجاب عامّة الناس بما يختلقونه من روايات غريبة:
1 ـ روى ابن الجوزي بإسناده إلى أبي جعفر بن مُحمّد الطيالسي ، قال: صلّى أحمد بن حنبل ويحيى بن معين في مسجد بالرصافة ، فقام بين أيديهم قاصّ ، فقال: حدّثنا أحمد بن حنبل ويحيى بن معين ، قالا: حدّثنا عبدالرزاق ، عن معمر ، عن قتادة عن أنس ، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «مَن قال: لا إله إلّا اللّه ، خلقَ اللّهُ من كلّ كلمةٍ طيرا ، منقاره من ذَهَبٍ ، وريشه من مرجان . . .» وأخذ في قصّةٍ من عشرين ورقة!
فجعل أحمد بن حنبل ينظر إلى يحيى بن معين ، وجعل يحيى بن معين ينظر إلى أحمد ، فقال له: حدَّثته بهذا؟ فيقول: واللّهِ ما سمعتُ بهذا إلّا الساعة!
فلمّا فرغ من قصصه وأخذ العطيّات ، ثمّ قعد ينتظر بقيّتها ، قال له يحيى بن معين بيده: تعالَ ، فجاءَ متوهّما لنوالٍ ، فقال له يحيى: مَن حدّثك بهذا الحديث؟ فقال: أحمد بن حنبل ويحيى بن معين ، قال: أنا يحيى بن معين ، وهذا أحمد بن حنبل ، ما سمعنا بهذا قَطُّ في حديث رسولِ اللّه صلى الله عليه و آله .
فقال: لم أزل أسمع أنّ يحيى بن معين أحمق ، ما تحقّقت من هذا إلّا الساعة ، كأن

1.الباعث الحثيث ص ۶۶ ، تنزيه الشريعة المرفوعة ۱/۱۴ ـ ۱۵ .

2.الباعث الحثيث ص ۶۶ .

الصفحه من 45