إثبات صدور الحديث أسبابه و مناهجه - الصفحه 32

«ورجلٌ سمع من رسول اللّه صلى الله عليه و آله شيئا ، لم يحمله على وجههِ ووهِم فيه ، ولم يتعمّد كذبا ، فهو في يده ، يقول به ويعمل به ويرويه ، فيقول: انا سمعته من رسول اللّه صلى الله عليه و آله فلو علم المسلمون أنّه وَهِم لم يقبلوه ، ولو علم هو أنّه وَهِمَ لرفضه» ۱ .
وقد صنّف بدر الدين الزركشي كتابا أورد فيه ما استدركته عائشة على الصحابة من أخطائهم في رواية الحديث ، كما ورد في كتب الشيعة الإماميّة موارد نبّه فيها أئمّة أهلِ البيت عليهم السلام على أخطاء الرواة .
ونذكر بهذا الشأن الروايات التالية:
1 ـ عن مُحمّد بن مسلم ، قال: قلتُ لأبي عبداللّه عليه السلام : إنَّ عمّار الساباطي روى عنك روايةً ، قال: «وما هي؟» قلتُ: روى أنَّ السنّة فريضةٌ ، فقال: «أين يذهب ، أين يذهب؟! ليس هكذا حدّثته ، إنّما قلتُ: من صلّى فأقبل على صلاته ، لم يحدّث نفسه فيها ، أو لم يَسْهُ فيها ، أقبل اللّهُ عليه ما أقبل عليها ، فربما رفع نصفها أو ربعها أو ثلثها أو خمسها ، وإنّما أمرنا بالسنّة؛ ليكمل بها ما ذهب من المكتوبة» ۲ .
2 ـ ما رواه زرارة بن أعْيَن ، عن أخيه حمران ، قال: قال لي أبو عبداللّه عليه السلام : «إنَّ في كتاب عليٍّ عليه السلام إذا صلَّوا الجمعة في وقتٍ فصلُّوا معهم» قال زرارة: قلتُ له: هذا ما لايكون ، اتّقاك ، عدوُّ اللّه أقتدي به؟!
قال حمران: كيف اتّقاني وأنا لم أسأله؟ هو الذي ابتدأني وقال: «إذا صلَّوا الجمعةَ في وقتٍ فصلُّوا معهم» كيف يكون هذا منه تقيّةً؟
قال زرارة: قلتُ: اتقاك ، هذا ممّا لايجوز ، حتّى قُضِيَ أنّا اجتمعنا عند أبي عبداللّه عليه السلام فقال له حمران: أصلحك اللّه ، حدّثتُ هذا الحديث الذي حدّثتني به: أنَّ في كتاب عليٍّ عليه السلام «إذا صلَّوا الجمعةَ في وقتٍ فصلُّوا معهم» فقال: هذا ما لا يكون ،

1.الكافي ، الكليني ۱/۸۳ .

2.الكافي ، الكليني ۳/۳۶۳ باب ما يقبل من صلاة الساهي ، الحديث ۱ .

الصفحه من 45