إثبات صدور الحديث أسبابه و مناهجه - الصفحه 36

6 ـ استدراك عائشة على أبي هريرة .
أ: عن مكحول ، قال: قيل لعائشة: إنَّ أبا هريرة يقول: الشؤم في ثلاثة: في الدار والمرأة والفرس .
فقالت عائشة: لم يحفظ أبو هريرة ، إنّه دخل ورسول اللّه يقول: «قاتل اللّه اليهود؛ يقولون: الشؤم في ثلاثة: في الدار والمرأة والفرس» فسمع آخر الحديث ، ولم يسمع أوّله ۱ .
ب: عن الزهري ، عن عروة ، قال: بلغ عائشة أنّ أبا هريرة يقول: إنَّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال: « لئن أُمتّع بسوطٍ في سبيل اللّه ، أحبُّ إليَّ مِن أن أعتق ولد الزنى ، وأنَّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال: «ولد الزنى شرُّ الثلاثة» فقالت عائشة: رحم اللّه أبا هريرة ، أساءَ سمعا فأَساءَ إجابةً ، أمّا قوله: «لأن أُمتّع بسوطٍ في سبيل اللّه أحبّ إليَّ من أن أعتق ولد الزنى» فإنّها لما نزلت: «فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ* وَ مَآ أَدْرَلـكَ مَا الْعَقَبَةُ* فَكُّ رَقَبَةٍ» (البلد:90/11 ـ 13) قيل: يا رسول اللّه ، ما عندنا ما نعتق ، إلاّ أنَّ أحدنا له الجارية السوداء تخدُمُه وتسعى عليه ، فلو أمرناهُنَّ فزَنَيْنَ ، فجئن بأولادٍ فأعتقناهم ، فقال رسول اللّه : «لئن أمتّع بسوطٍ في سبيل اللّه أحبُّ إليَّ من أن آمرَ بالزنا ، ثمّ أعتق الولد» .
وأمّا قوله: «ولد الزنى شرّ الثلاثة» فلم يكن الحديث على هذا ، إنّما كان رجلٌ من المنافقين يؤذي رسولَ اللّه صلى الله عليه و آله فقال: «مَن يعذرني من فلان؟» قيل: يا رسول اللّه ، إنّه ـ مع ما به ـ ولدُ زنى ، فقال: «هو شرُّ الثلاثة» ۲ .
ج: عن أبي هريرة ، قال: لئن يمتلئ جوف أحدكم قيحا ودما ، خيرٌ له من أن

1.منحة المعبود في ترتيب مسند الطيالسي أبي داود ۱/۳۴۷ ، الحديث رقم ۱۷۷۶ ، الإجابة ، الزركشي ، ص ۱۲۴ .

2.الإجابة ، المصدر السابق ، ص ۱۲۹ .

الصفحه من 45