إثبات صدور الحديث أسبابه و مناهجه - الصفحه 38

قال ابن عبّاس: إنَّ النبيّ صلى الله عليه و آله لم ينهَ عنه ، ولكن قال: «أن يمنحَ أحدكم أخاه خيرٌ له من أن يأخذ شيئا معلوما» ۱ .
وقال زيد بن ثابت: يغفر اللّه لرافع بن خديج ، أنا ـ واللّه ـ أعلم بالحديث منه ، إنّما أتاه رجلان من الأنصار قد اقتتلا ، فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «إنْ كان هذا شأنُكم فلاتكروا المزارع» فسمع قوله: «لا تكروا المزارع» ۲ .
9 ـ قال الحاكم: دخل ثابت على شريك وهو يملي ويقول: حدّثنا الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر ، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسكتَ ، ليكتب المستملي ، فلمّا نظر [شريك] إلى ثابت قال: «مَن كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار» وقصد بذلك ثابتا لزهده وورعه ، فظنّ ثابت أنّه متن ذلك الإسناد ، فكان يحدّث به ۳ .
هذانِ هما السببانِ الأساسيّانِ للشكّ في صدور الحديث من المعصومين عليهم السلام ولضرورة البحث عن الطرق المؤدّية إلى إحراز صدوره عنهم عليهم السلام ومن ثَمَّ العمل به واتّخاذه أساسا لمعرفة تعاليم الشارع المقدّس في المجال التشريعي والعقائدي .

ويلاحظ: أنَّ العلم بصدور الحديث يتحقّق في الحالات التالية:

1 ـ أن يكون الحديث واصلاً إلينا بطرق تبلغ حدّ التواتر المفيد للعلم عرفا بحساب الاحتمال .
2 ـ أن يكون مضمون الرواية ثابتا بالضرورة من الدين ، كما لو وردت رواية بطرق لا تبلغ درجة التواتر ، تفيد أنَّ صلاة الظهر أربع ركعات .

1.صحيح البخاري كتاب المزارعة ۳/۱۴۱ .

2.سنن ابي داود ، كتاب البيوع ، باب المزارعة ۲/۲۳۱ .

3.معرفة أنواع علم الحديث ، ابن الصلاح الشهرزوري ، تحقيق عبداللطيف الهميم وماهر ياسين الفحل ، ص ۲۰۶ ، سنن ابن ماجة ۵/۱۷۴ كتاب إقامة الصلاة ، الحديث رقم ۱۳۲۹ ، تدريب الراوي ، المصدر السابق ، ص ۱۸۹ .

الصفحه من 45