إثبات صدور الحديث أسبابه و مناهجه - الصفحه 39

3 ـ أن يكون مضمون الرواية سنةً جامعةً ، أي مقبولاً ومنقولاً ـ دون معارضٍ ـ عند كلا فريقي المسلمين: العامّة والخاصّة شيعة أهل البيت عليهم السلام .
ففي هذه الموارد الثلاثة يحصل العلم بصدور الحديث ، فيكون حجةً في تحديد تعاليم الشارع؛ لأنَّ الحجيّة ذاتيّة للعلم .
وفي ما عدا هذه الحالات تبقى الرواية مظنونةَ الصدور ، ويعبّر عنها بـ(خبر الواحد) .
وقد سلك علماءُ المسلمين ـ في مسألة خبر الواحد ـ منهجين لإثبات صدور الحديث أو عدم صدوره ، من المعصومين عليهم السلام وهما:
أوّلاً: منهج نقد السَّنَد ، أو منهج النقد الخارجيّ للرواية .
ثانيا: منهج نقد المتن ، أو النقد الداخليّ للرواية ، ويسمّى أيضا منهج النقد الدلاليّ .
وقبل الدخول في بيان تفاصيل هذين المنهجين ، لابدّ من التعرّض لبيان المعاني اللغويّة والاصطلاحيّة للألفاظ المرتبطة بهما ، وهي: النقد ، السّند ، المتن .

ـ النقد لغةً واصطلاحا:

أوّلاً: النقد لغةً: للنقد في اللغة معاني متعدّدة ۱ وهي:
1 ـ خلافُ النسيئة ، يقال: «نَقَدَهُ الدراهمَ نقدا: أعطاهُ ، فانتقدَها ، أي: قبضها» وفي حديث جابر و جَمَلِهِ ، قال: فَنَقَدَني ثَمنَهُ ، أي: أعطانيه نقدا معجّلاً .
2 ـ النِّقاش ، وناقَدْتُ فلانا: إذا ناقشته في الأمر .
3 ـ النقر ، وَنَقَدَ الشيءَ ينقُدُه نقدا: إذا نَقَره بإصبعه كما تنقر الجوزة ، وَنَقَدَ الطائر الفخَّ ينقدُهُ بمنقارِه ، أي: ينقره .
4 ـ اختلاس النظر ، وَنَقْد الرجلُ الشيءَ بنظره ، ينقُدهُ نقدا ، ونَقَدَ إليه: اختلس

1.لسان العرب ، ابن منظور ، مادة (نَقَدَ) .

الصفحه من 45