إثبات صدور الحديث أسبابه و مناهجه - الصفحه 40

النظر نحوه ، والإنسان ينقدُ الشيءَ بعينه ، وهو مخالسة النظر لئلاّ يفطن له .
5 ـ العيبُ والاغتياب ، وفي حديثِ أبي الدرداء أنّه قال: إن نَقَدْتَ الناسَ نقدوك ، وإن تركتهم تركوك ، معنى نقدتهم أي: عِبتَهم واغتبتهم ، قابلوك بمثله .
6 ـ تمييز الصحيح من الزائف ، والنقد والتنقادُ: تمييز الدراهم وإخراج الزيف منها ، أنشدَ سيبويه:

تنفي يداها الحصى ، في كلِّ هاجرةٍنَفيَ الدنانيرِ تنقادُ الصياريفِ
وسيتضح أنَّ هذا المعنى الأخير هو الأوفق بالمعنى الاصطلاحي المتشرعي .
ثانيا: النقد في اصطلاح المتشرعة: عرّف النقد بأنّه: «تمييز الأحاديث الصحيحة من الضعيفة ، والحكم على الرواة توثيقا وتجريحا» ۱ .
ويلاحظ: أنَّ هذا التعريف مختصّ بنقد السَنَد؛ لأنَّ (الحديث الصحيح) في اصطلاحهم هو: ما كان جميع رواته ثقاتٍ ، و(الضعيف): ما لم يكن كذلك ، كأن يصرّح علماء الرجال بضعف أحد الرواة في سنده ، أو يختلفوا في وثاقته ، أو يكون مجهول الحال ، وعليه يكون قولهم في التعريف: (والحكم على الرواة توثيقا وتضعيفا) بمنزلة السبب لتمييز الحديث الصحيح من الضعيف ، فالأنسب أن يصاغ هذا التعريف باستعمال (باء) السببيّة بالنحو التالي: «نقد الحديث هو: تمييز الأحاديث الصحيحة من الضعيفة بالحكم على الرواة توثيقا و تضعيفا» .
وعرّف نقد الحديث ـ أيضا ـ بأنّه: «العلم الذي يبحث في تمييز الأحاديث الصحيحة من الضعيفة وبيان عللها ، والحكم على رواتها جرحا وتعديلاً بألفاظ مخصوصة ، ذات دلائل معلومة عند أهل الفن» ۲ .

1.تقدمة الجرح والتعديل ، عبدالرحمن بن أبي حاتم الرازي ، ص ۵ ـ ۶ .

2.دراسات في منهج النقد عند المحدّثين ، مُحمّد عليالعمري ، ص ۱۱ .

الصفحه من 45