الموقف الحقّ من عمر بن عبد العزيز الأمويّ - الصفحه 112

1 ـ أمّا القول الأوّل؛

فهو ظاهر كلام بعض أصحابنا المتقدّمين والمتأخّرين ، فقد روى الشريف الأجلّ رضيّ الدين أبوالقاسم عليّ بن موسى بن طاوس رحمه اللّه في كتاب (الملاحم والفتن ۱ ) عن كتاب موسى بن القاسم البجلّي قال: سأل رجل أباجعفر عليه السلام ـ وأنا عنده ـ عن عمر بن عبدالعزيز؛ فقال: أهو من الشجرة الملعونة؟ .
فقال عليه السلام «لا تقل لعمر بن عبدالعزيز إلّا خيراً ، ما صنع إلينا أحدٌ بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله ما صنع إلينا عمر بن عبدالعزيز» .
وعن أبيجعفر عليه السلام قال: «يُبعث عمر بن عبدالعزيز أمّةً واحدة» .
قال ابن طاوس رحمه الله: وقد ذكرنا هذا لنثبت المدح لعمر بن عبدالعزيز جزاه اللّه جلّ جلاله خيرالجزاء (اه) .
ونحو ذلك ما رواه الحميريّ في (قرب الإسناد ۲ ) عن الحسن بن ظريف ، عن الحسين بن علوان ، عن جعفر ، عن أبيه عليهماالسلام قال: «لمّا ولي عمر بن عبدالعزيز أعطانا عطايا عظيمة» . . .الحديث .

قلت: والجواب عن ذلك:

أنّ هذه الأحاديث ظاهرة في مدحه ، وغاية ما تدلّ عليه أنّه أحسن إلى آل الرسول صلى الله عليه و آله ولم يتّبع سيرة سلفه اللئام في ظلمهم والتشديد عليهم .
لكنّها معارضة بما هو نصٌّ صريحٌ في فسقه ولعنه عند أهل السماء ، كما سيأتي ذكره إن شاء اللّه تعالى .
وقد تقرّر في محلّه أنّ النصّ مقدَّمٌ على الظاهر عند التعارض .
على أنّ هذه الأحاديث يمكن حملها على التقيّة ، بقرينة ما روي عن

1.الملاحم والفتن: ۲۴۱ ـ ۲۴۲ .

2.قرب الإسناد: ۱۱۲ ح۳۸۹

الصفحه من 120