الموقف الحقّ من عمر بن عبد العزيز الأمويّ - الصفحه 113

أبيجعفر عليه السلام نفسه من الذمّ الكاشف عن حقيقة أمر عمر بن عبدالعزيز ، وأنّ المدح الصادر عنه عليه السلام لم يكن مقروناً بالإرادة الجِدِّيّة .
وكأنّ ابن طاوس رحمه الله وقف على ما روي من المدح ، ولم يقف على ما ورد من الذمّ والقدح ، ولذلك قال ما قال ، واللّه أعلم بحقيقة الحال .
وممّن مدحه هو الشريف الرضيّ رحمه اللّه تعالى ، في قصيدته المشهورة ، إذ قال مخاطباً إيّاه:

يا بن عبدالعزيز لو بكت العينُ
فتىً من اُميّة لبكيتُكْ

غير أنّي أقولُ إنّك قد طِبْتَ
وإن لم يَطِبْ ولم يَزْكُ بيتُكْ

أنتَ نَزَّهْتَنا عن السبّ والقذْ
فِ فلوْ أمكنَ الجزاءُ جزيتُكْ

ولوْ أنّي رأيتُ قبرَكَ لاستحي
يْتُ من أن أرى وما حيّيتُكْ

وقليلٌ أن لو بذلْتُ دماءَ البُدْ
نِ صرفاً على الذُّرا وسقيتُكْ

دَيْرَ سَمعانَ فيكَ مأوى أبي حف
صٍ بِوُدّي لو أنّني آويتُكْ

دَيْرَ سَمعانَ لا أغبَّك غيثٌ
خيرُ مَيْتٍ من آلِ مروانَ مَيْتُكْ

أنتَ بالذِّكر بينَ عيني وقلبي
إنْ تدانيتُ منكَ أو إنْ نأيتُكْ

وإذا حرّكَ الحشا خاطرٌ منكَ
توهّمتُ أنّني قد رأيتُكْ

وعجيبٌ أنّي قليتُ بني مَرْ
وانَ طُرّاً وأنّني ما قليتُكْ

قرّبَ العدلُ منكَ لمّا نأى الجو
رُ بهمْ فاجتويتُهم واجتبيتُكْ

فلو أنّي ملكتُ دَفعاً لما نا
بَكَ من طارقِ الردى لفديتُكْ

قلتُ: أمّا عدله المذكور في هذه الأبيات فهو نسبيّ ، فإنّ عمر بن عبدالعزيز كان أعدلَ بني مروان بلا ريبٍ ، ولكنّ الظاهر أنّه تظاهرَ بذلك لأمرٍمّا في نفسه ، كما سيأتي بيانه إن شاء اللّه تعالى .
وأمّا رفعه السبّ لأميرالمؤمنين عليه السلام فهذا حقّ لا مريةَ فيه ، وقد ذكره أصحاب

الصفحه من 120