الموقف الحقّ من عمر بن عبد العزيز الأمويّ - الصفحه 116

لأميرالمؤمنين عليه السلام ) ۱ حيث قال : ومن رؤوس أعدائه ـ يعني أميرالمؤمنين عليه السلام ـ عثمان بن عفّان الأمويّ ، وعمّه الحكم بن أبي العاص طريد رسول اللّه صلى الله عليه و آله وعدوّه ورأس المنافقين ، وولده مروان ، وبنوه عبدالملك وإخوته ، وذريّتهم عليهم جميعاً لعنة اللّه .
قال رحمه الله: نعم نسكتُ عن عمر بن عبدالعزيز ، ونكلُ أمره إلى اللّه تعالى ، وإلى أميرالمؤمنين عليه السلام لأنّه تظاهرَ في أيّام ولايته بمحبّة أميرالمؤمنين ، والاعتراف بتفضيله وتقديمه ، فلا نقول فيه خيراً ولا شرّاً .
ثمّ قال رحمه الله : والحاصل أنّ بني أُميّة قاطبةً ملعونون مطرودون ، وبذلك وردت النصوص عن أهل البيت عليهم السلام وقد ذكر المفسّرون أنّ قوله تعالى : «وَ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ» (الإسراء:17/60) المراد بها شجرة بني اُميّة (اه ) .
قلتُ : كلامه هذا لا يخلو من المسامحة ، بل المناقضة لما ذهب إليه رحمه الله من أنّ الإمامة من أصول الدين ، كما صرّح بذلك في (نفحات اللاهوت) ۲ .
وعمر بن عبدالعزيز مات وهو غاصب لها ، مع عظم أمرها ، ولم يكن يراها فيهم عليهم الصلاة والسلام ، ولا ردّها إلى أهلها المنصوبين لها من قبل اللّه سبحانه وتعالى ، إن كان صادقاً في دعواه .
وهل ظُلامة أحدٍ أكبر من ظلامة أهل البيت عليهم السلام في عدم إرجاع الحق¨ّ إليهم؟ وتعريف الاُمّة أنّهم الأولى ممّن تسنّم منبرَ النُبُوّة بغير رضاً من اللّه ولا من رسوله ۳ .
وأمّا تظاهره بمحبّة أميرالمؤمنين عليه السلام فذلك من مصانعته ومداهنته ونفاقه

1.حياة المحقق الكركي وآثاره : ۵/ ۳۲۱ ـ ۳۲۳ .

2.حياة المحقق الكركي وآثاره : ۵/ ۳۵۵ ـ ۳۵۷ .

3.الإمام زين العابدين عليه السلام : ۶۵ .

الصفحه من 120