الموقف الحقّ من عمر بن عبد العزيز الأمويّ - الصفحه 117

«وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ» «يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ» .
وإلّا فقد حكى الحافظ ابن حجر بترجمة «ميمون بن مهران الجزري» في (تهذيب التهذيب) ۱ أنّه قال : كنتُ أُفضّل عليّاً على عثمان ، فقال لي عمر بن عبد العزيز : أيّهما أحبّ إليك : رجلٌ أسرع في المال؟ أو رجلٌ أسرع في كذا؟ ـ يعنيفيالدماء ـ .
قال : فرجعت ، وقلت : لا أعود (اه ) .
قلتُ : وليتَه رجعَ وسكتَ ، بل قَلَبَهُ اللعينُ ناصبيّاً ، فكان يحمل على عليٍّ عليه السلام كما قال العجلي ۲ .
فكيف يُتوقَّف في لعن من كان على هذه الحال؟
ولذلك كلّه صرّح الشيخ العلّامة أبوالفضل الطهرانيّ رحمه الله في كتابه (شفاء الصدور) ۳ بأنّها دعوى باطلةٌ ، لا وجه لها ، واللّه تعالى أعلم .

3 ـ وأمّا القول الفصل في هذا الباب ، والذي نعتقد أنّه عين الصواب:

فهو أنّ عمر بن عبدالعزيز ليس من الناجين يوم القيامة ، بل هو هالكٌ ملعونٌ عند أهل السماء؛ وإن أطراه أكثر أهل الأرض ، وبكوه ، واستغفروا له ، ومدحوه بعدله الذي كان يتظاهر به ، لجهلهم بحقيقة أمره .
والذي يدلّ على المختار أمور:
(الأوّل): ماورد من الوعيد الشديد في من ادّعى الإمامة والخلافة لنفسه وليس لها بأهلٍ .

1.تهذيب التهذيب : ۵/۵۹۳ .

2.تهذيب التهذيب : ۵/۵۹۲ ؛ تهذيب الكمال : ۲۹/۲۱۴؛ معرفة الثقات لأحمد بن عبداللّه العجليّ: ۲/۳۰۷ .

3.شفاء الصدور في شرح زيارة العاشور: ۲۵۹ .

الصفحه من 120