الموقف الحقّ من عمر بن عبد العزيز الأمويّ - الصفحه 122

(الثالث): روى أبوزُرعة الدمشقيّ في (تاريخه) ۱ بإسناده عن إسماعيل بن عبيداللّه قال: قال ميمون بن مهران: كنتُ اُفضّل عليّاً عليه السلام على عثمان ، فقال لي عمر ابن عبدالعزيز: أيّهما أحبّ إليك: رجلٌ أسرع في كذا ۲ أو رجلٌ أسرع في المال؟
قال: فرجعتُ ، وقلتُ: لا أعود (اه ) .
وحكاه الذهبيّ في (السير) ۳ والمزّي في (تهذيب الكمال) ۴ وابن حجر في (تهذيب التهذيب) ۵ .
وهذا كاشفٌ عن خبث طويّته ، وفساد سريرته ، وأنّ أفعاله وإحسانه إلى آل البيت عليهم السلام لم يكن إلّا مصانعةً وتظاهراً بالعدل ، من أجل إبقاء مُلك بنياُميّة العضوض ۶ .
وإلّا ، فقد أجمع من يعتدّ بقوله من المسلمين على أنّ عليّاً عليه السلام هو المحقّ والمصيب في قتال أعدائه ـ أعداء اللّه ورسوله ـ وأنّ ما سفك من الدماء ما كان إلّا بحقّ ، وأنّ مَن قُتل منهم لم يُقتل إلّا بسيف الشرع المطهَّر المسلول على الكفّار والمنافقين والبغاة .
فمن تأمّل في ما سُقناه من الأدلّة حقَّ التأمّل ، وطهُرتْ سريرتُه من دَرَن الزيغ والتقوّل؛ لا يرتابُ في أنّ عمر بن عبدالعزيز لم يكنْ من الناجين ، بل هو من جملة الهالكين ، من أصحاب الجحيم .

1.تاريخ أبي زرعة الدمشقي: ۱۰/۳۴۰ .

2.أي في الدماء ، كما في (سير أعلام النبلاء: ۵/۷۲) .

3.سير أعلام النبلاء: ۵/۷۲ .

4.تهذيب الكمال: ۲۹/۲۱۴ .

5.تهذيب التهذيب: ۵/۵۹۳ .

6.انظر في ذلك كتاب (جهاد الإمام السّجاد عليه السلام ): ص۲۱۷ ـ ۲۲۰ للسيد مُحمّدرضا الحسينيّ الجلالي حفظه اللّه ورعاه .

الصفحه من 120