مانزل علي رسول الله (ص) من الجنّة و السّماء - الصفحه 208

والرُمّان فيه ، فاستحييتُ ومددتُ إليه بكُمّي ليتناول منه رُمّانَة ، فلمْ أجدْ شيئاً في كُمّي فنفضتُ كُمّي ليرى أبو بكر ذلك ، فافترقنا وأنا متعجّبٌ من ذلك ، فلمّا وصلتُ إلى باب فاطمة(عليها السلام) وجدتُ في كمّي ثقلاً فإذا هو الرُمّان . فلمّا دخلتُ ناولتُها إيّاه وعدوتُ إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) فلمّا نظر إليَّ تَبَسّمَ فقال: كأنّي بك يا عليّ قد عُدْتَ إليَّ تُحدّثني بما كان رَجَعَ منك والرُمّان ، يا عليّ لمّا هممتَ أن تناوله لأبي بكر لم تجدْ شيئاً ، إنّ جبرئيل(عليه السلام) أَخَذَه ، فلمّا وصلتَ إلى دارك أعاده إلى كُمّك ، يا عليّ إنّ فاكهةَ الجنّة لايأكل منها في الدنيا إلاّ النبيّون والأوصياء وأولادهم ۱ .
وعن أبان بن تغلب عن أبي الحمراء أنّه(صلى الله عليه وآله) قال: يا فلان ، ما أنا منعتُك من هذه الرُمّانَة ، ولكنّ اللهَ أتحفني بها ووصيّي ، وحرّمَها على غير نَبِيٍّ أو وَصِيّ في دار الدُنيا ، فسلّمْ لأمر ربّك تُطْعَمْ في الآخرة; إنْ قَبِلْتَ وصَدَّقْتَ ، وإنْ كَذَّبْتَ وجَحَدْتَ فويلٌ يومَئِذ لَلمُكَذِّبِين ، إنّ عليّاً وشيعتَه في ظِلال وعُيُون ۲ .
وعن سعيد بن المسيّب قال: إنّ السماءَ طمثتْ على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) ليلاً ، فلمّا أصبحَ قال لعليّ: «انْهَضْ بِنا إلى العقيق ، لننظر إلى حُسن الماء ، في حفر الأرض» قال: فاعتمدَ رسول الله(صلى الله عليه وآله) على يَدِيَ فمَضينا . فلمّا وصلنا إلى العقيق; نظرَ إلى صفاء الماء في حفر الأرض ، فقال عليٌّ لرسول الله(صلى الله عليه وآله): لو أعْلَمْتَنِي من الليل لاتّخَذْتُ لَكَ سُفْرةً من الطعام . فقال: «يا عليّ إنّ الذي أخرجنا إليه لايُضيّعُنا» فبينا نحنُ وُقوفٌ إذا نحنُ بِغَمامة قد أظَلّتْنا بِبَرق ورعد حتّى قربتْ مِنّا ، فألقتْ بين يدي رسول الله(صلى الله عليه وآله) سُفرةً عليها رُمّانٌ لم تَرَ العُيُونُ مثلَه ، على كلّ رُمّانَة ثلاثةُ أقشار ، قشرٌ من اللُؤلُؤ وقشرٌ من الفِضّة وقشرٌ من الذَهَب . فقال لي(عليه السلام): «قلْ: «بسم الله» وكُلْ ، يا عليُّ ، هذا أطيبُ من سُفرتِك» فكسرنا عن الرُمّان; فإذا فيه ثلاثةُ ألوان

1.المناقب الفاخرة للسيد الرضيّ نقله عنه في مدينة المعاجز ۱ / ۳۴۱ ح ۲۱۹ .

2.انظر بصائر الدرجات ص ۳۱۳ .

الصفحه من 229