مانزل علي رسول الله (ص) من الجنّة و السّماء - الصفحه 210

أحدَهما على فخذِه الُيمنى والآخرَ على فخذِه اليُسرى ، وجعل عليّاً وفاطمة أحدهما بين يديه والآخر خلفَه; فقال: « اللهمّ هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجسَ وطهّرْهُم تطهيراً - ثلاث مرّات - » وأنا عند عَتبة الباب; فقلتُ: وأنا منهم؟ قال: «أنت إلى خير» وما في البيت أحدٌ غير هؤلاء وجبرئيل ، ثمّ أغدفَ خميصةً - كساءٌ خيبريٌّ ـ فجلّلَهم بِهِ وهُوَ معهم ، ثمّ أتاهم جبرئيل بِطَبَق فيه رُمّانٌ وعِنَبٌ ، فأكل النبيّ(صلى الله عليه وآله) فسَبَّحَ ، ثمّ أكل الحسنُ والحسينُ(عليهما السلام) فتناولا منه فسَبَّحَ العنبُ والرُمّانُ في أيديهما . فدخل عليٌّ(عليه السلام) فتناول منه فسَبَّحَ أيضاً ، ثمّ دَخَلَ رجلٌ من أصحابه وأراد أن يَتناوَلَ فلمٌ يُسبِّحْ . فقال جبرئيل: إنّما يأكل من هذا نَبِيٌّ ووَصِيٌّ وولد نَبِيٍّ .
وكأنّ التسبيحَ هُنابعنوان الإذن في التناول والأكل من هذا العنب والرُمّان الذي جاء به جبرائيل . ثمّ إنّ الخبر المتقدّم وإن لم يكن فيه ظهور في أنّ ما أتى به جبرائيل من رمان وعنب كان من الجنّة ، لكنّ الاخبار التالية توضّح أنّ الطعام الذي كان مخصوصاً بالنبيّ المصطفى(صلى الله عليه وآله) وبابن عمّه المرتضى(عليه السلام) وأهل بيته كان من ثمار الجنّة .

نزول التُفّاحة من الجنّة:

۰.إنّ الملك المقرّب جبرئيل(عليه السلام) كثيراً ما كان ينزل على رسول الله(صلى الله عليه وآله) ولم يكن نزوله مخصوصاً لأجل الوحي القرآني فقط ، بل كان ينزل لأجل أُمور أُخرى في إطار غايته من تقوية رسالة السماء .
فمما روي عن جابر بن عبد الله قال: قيل يا رسول الله! إنّك تلثَمُ فاطمةَ ، وتلزمُها وتُدنِيها منك وتفعلُ بِها ما لاتفعلُه بأحد من بناتك؟ فقال:
«إنّ جبرئيل(عليه السلام)أتاني بتُفّاحة من تُفّاح الجنّة ، فأكلتُها ، فتحوّلَتْ ماءً في صُلْبِي ، ثمّ واقعتُ خديجةَ فحمَلَتْ بِفاطمة ، فأنا أشمُّ منها رائحةَ الجنّة» ۱ .

1.علل الشرائع ۱/ ۱۸۳ ح ۱ وبحار الأنوار۴۳ / ۵ ح ۴ وانظر إحقاق الحقّ ۱۰/۱ .

الصفحه من 229