مانزل علي رسول الله (ص) من الجنّة و السّماء - الصفحه 217

وتفصيل في هذه الواقعة يحكيه الحسين بن حمدان في هدايته: بالإسناد عن المفضّل بن عمر الجعفي ، عن أبي عبد الله الصادق(عليه السلام) قال: جلس رسول الله(صلى الله عليه وآله)في رحبة مسجده بالمدينة ، وطائفة من المهاجرين والأنصار حوله ، وأمير المؤمنين(عليه السلام)عن يمينه ، وأبو بكر وعمر بين يديه ، إذ ظلّللت المسجدَ غمامةٌ لها زَجَلٌ وحَفِيفٌ ، فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): يا أبا الحسن ، قد أتَتْنا هديةٌ من الله . ثمّ مدّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) يدَه إلى الغمامة ، فتدلّت ودَنَتْ من يده فبدا منها جامٌ يلمعُ حتّى غشيت أبصار مَن حَضَرَ في المسجد مِن لَمَعانه وشُعاع نُوره ، وفاحَ في المسجد روائحُ زالتْ من طيبها عُقُول الناس ، والجامُ يُسبّحُ للهِ تعالى ويُقَدّسُه ويَحْمِدُه بلسان عربيّ مُبين حتّى نزلَ في بَطْنِ راحةِ رسول الله الُيمنى وهو يقول:
«السلام عليك يا حبيب الله وصفوته ، ونبيّه المختارَ من العالمين ، والمفضّلَ على أهل المِلَلِ أجمعين من الأوّلين والآخِرين ، وعلى وصيّك خيرِ الوصيّين ، وأخيك خير المُؤاخين ، وخليفتك خيرِ المُستخلَفِين ، وإمامِ المتّقين ، وأمير المؤمنين ، ونُورِ المُستَنِيرين ، وسِراجِ المُتّقِين ، وعلى زوجتِه ابنتِك فاطمة خيرِ نساء العالمين الزهراءِ في الزاهرين ، البَتُولِ أمِّ الأئمّةِ الراشِدين ، وعلى سبطيك ونوريك وريحانَتَيك وقُرّةِ عينيك ، الحسنِ والحسينِ» .
فسمع ذلك رسول الله(صلى الله عليه وآله) وأَمِير المُؤمِنين والحسن والحسين وجميعُ مَن حَضَرَ يسمعون ما يقول الجامُ ويغضّون أبصارهم عن تَلأْلُؤ نُوره ، ورسول الله(صلى الله عليه وآله)يُكثر مِن حمدِ الله وشكرِه حتّى قال الجامُ وهو في كفّ رسول الله(صلى الله عليه وآله): « يارسول الله! إنّ اللهَ بَعَثَني إليك وإلى أخيك عليّ وإلى ابنتك فاطمة وإلى الحسن والحسين ، فردّني يارسول الله إلى كفّ عليّ(عليه السلام) » فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «خُذْهُ يا أبا الحسن تُحْفة الله إليك» فمدّ يده الُيمنى فصار في بطن راحته ، فقبّلَه واشتمّهُ وقال: مرحباً بزُلفة الله إلى رسوله وأهل بيته ، وأكثر مِن حمد الله والثناء عليه ، والجامُ يُكبّرُ اللهَ ويهلّله ، ويقول: يارسول الله! قُلْ لعليٍّ يردّني إلى فاطمة والحسن والحسين ، كما أمرني الله

الصفحه من 229