مانزل علي رسول الله (ص) من الجنّة و السّماء - الصفحه 220

قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «يا أيّها الطائر إنّ الله يأمرك أن تفارقك أجنحتك وزغبُك وريشُك ، ففارقه ذلك أجمع ، وبقيَ الطائرُ لحماً على عَظْم وجلدُه فوقَه . فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): إنّ الله يأمرك أن تفارقَ عظامَ بدنك ورجليك ومنقارك ، ففارقه ذلك أجمع ، وصار حول الطائر ، والقوم حول ذلك أجمع ، ثمّ قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «إنّ الله تعالى يأمر هذه العظام أن تعود قِثّاءاً ، فعادت كما قال . ثمّ قال: إنّ الله يأمر هذه الأجنحة والزغب والريش أن تعود بَقْلاً وبَصَلاً وفُوماً ، وأنواع البقول» فعادتْ كما قال ، ثمّ قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «يا عباد الله! ضَعُوا الآن أيديكم عليها ، فمزّقُوا منها بأيديكم ، وقطّعُوا منها بسكاكينكم فكُلُوهُ» ففعلوا . فقال بعضُ المنافقين - وهو يأكل ـ:إنّ محمّداً يزعمُ أنّ في الجنّة طُيُوراً يأكل منه الجنانيّ مِن جانب له قديداً ، ومن جانب مشويّاً ، فهلاّ أرانا نظيرَ ذلك في الدُنيا ؟! فأوصل اللهُ تعالى علم ذلك إلى قلب محمّد(صلى الله عليه وآله) فقال: «عباد الله! ليأخذ كلّ واحد منكم لقمتَه ، وليقل: « بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ ، وصلّى الله على محمّد وآله الطيبين» وليضع لقمتَه في فيه ، فإنّه يجد طعمَ ما شاء قديداً وإن شاء مشويّاً ، وإن شاء مَرَقاً طَبِيخاً ، وإن شاء سائر ما شاء من ألوان الطبيخ أو ما شاء من ألوان الحلواء» . ففعلوا فوجدوا الأمر كما قال رسول الله(صلى الله عليه وآله)حتّى شبعوا . فقالوا: يا رسول الله(صلى الله عليه وآله) شبعنا ، ونحتاج إلى ماء نشربه ، فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): « أوَ لاتُرِيدون اللبَنَ ؟ أو لاتريدون سائر الأشربة؟» قالوا: بلى يا رسول الله ، فينا مَن يُريدُ ذلك . فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): « ليأخذْ كلُّ واحدً منكم لقمةً منها فيضع في فيه وليقل: «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ ، وصلّى الله على محمّد وآله الطيبين» فإنّه يستحيلُ في فيه ما يُريدُ ، إن أراد لبناً ، وإن أراد شراباً آخر من الأشربة» ففعلوا ، فوجدوا الأمر على ما قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) . ثمّ قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «إنّ الله تعالى يأمرك أيّها الطائرُ أن تعودَ كما كنتَ ، ويأمر هذه الأجنحةَ والمناقيرَ والريشَ والزَغَبَ التي قد استحالتْ إلى البَقْلِ والقِثّاءِ والبَصَلِ و الفُومِ أن تعودَ جناحاً وريشاً وعظماً كما كانت على قدر قالبها» فانقلبتْ وعادتْ أجنحةً وريشاً

الصفحه من 229