مانزل علي رسول الله (ص) من الجنّة و السّماء - الصفحه 223

رسول الله ، هل نزلتْ عليك مائدةٌ من السماء؟ فقال:« أُنزلت عليَّ هريسةٌ ، فأكلت منها ، فزادَ الله في قُوّتي قُوّةَ أربعين رجلاً في البطش» 1 .
ويتأكد هذا المضمون بما ورد عن المستغفري أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله): «عليكم بالهريسة ، فإنّها تنشط للعبادة أربعين يوماً ، وهي التي أُنزلت علينا بدل مائدة عيسى(عليه السلام) 2 .
وهذا النصّ يشعر بأنّ المعاجز والكرامات التي كانت للأنبياء السابقين(عليهم السلام)جرت هي أو أبدالها لنبيّ الرحمة محمّد(صلى الله عليه وآله) مضافاً إلى ما جرى على يديه من المعاجز والكرامات الخاصّة به صلوات الله عليه وعلى ذريّته الطاهرين .

الإطعام والسقي من الجنّة:

۰.صرّح في عدّة أحاديث شريفة أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) كان يبيت عند ربّه يُطعمه ويَسقيه ، وكان(صلى الله عليه وآله) يواصل في صومه ، فلمّا واصل أصحابه اقتداءاً به ، نهاهم عن صوم الوصال ، فقالوا ، فما بالك يا رسول الله؟ قال:«إنّي لستُ كأحدكم ، إنّي أظلّ عند ربّي يُطعمني ويَسقيني» ۳ .
واختلف في واقع ذلك: هل أكله وشربه حقيقةٌ أو كنايةٌ عن إعطاء القُوّة؟ .
والأوّل للسيوطي ، قال:إنّه يطعم من طعام الجنّة ويسقى من مائها وطعامها لايفطر ۴ . قيل: هو على حقيقته ، وأنّه(صلى الله عليه وآله) كان يُؤتَى بِطعام وشراب من عند الله ، كرامةً له في ليالي صيامه ، وطعامُ الجنّة وشرابُها لا يجري عليه أحكام التكليف .
وتُعُقّبَ: بأنّه لو كان كذلك لم يكن مواصلاً! .

1.الجعفريات ص ۱۶۱ وعنه في مستدرك الوسائل ۱۶ / ۳۵۵ .

2.طبّ النبيّ عليه السلام ص ۲۲ ونقله في البحار ۶۲ / ۲۹۲ ومستدرك الوسائل ۱۶/ ۳۵۵ .

3.- المبسوط للشيخ الطوسيّ ۴/۱۵۳ وعوالي اللآلي ۴ / ۱۱۸ ح ۱۸۹ .

4.حاشية الدسوقي ۲ / ۲۱۳ .

الصفحه من 229