مانزل علي رسول الله (ص) من الجنّة و السّماء - الصفحه 224

وأجيب عنه: بأنّه ما كان من طعام الجنّة على جهة التكريم ، فإنّه لا يُنافي التكليف ، ولايكونُ لهُ حكمُ طعام الدُنيا ۱ .
وجاء في الروايات أنّ مَن التزمَ بِذِكْر معيّن أطعمه اللهُ مِن طعامِ الجنّة وسقاهُ من شرابِ الجنّة ، ويمكن استفادةُ تحقُّق الإطعام في الدُنيا والآخِرة من إطلاق العبارة الواردة في الرواية الشريفة ، ففي (عدّة الداعي) و(إعلام الدين) عن سمرة بن جندب ۲ قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «مَن تَوَضّأَ ثُمّ خَرَجَ إلى المسجد ، فقال حين يخرجُ من بيته: «بسم الله (الَّذِى خَلَقَنِى فَهُوَ يَهْدِينِ) (الشعراء:۲۶/۷۸)
هداهُ الله إلى الصواب للإيمان . وإذا قال: (وَ الَّذِى هُوَ يُطْعِمُنِى وَيَسْقِينِ) (الشعراء:۲۶/۷۹) أطعمه الله من طعام الجنّة ، وسقاه من شراب الجنّة . وإذا قال: (وَ إِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) (الشعراء:۲۶/۸۰) جعله الله عزّ وجلّ كفارةً لذنوبه» . . . إلى آخر الخبر .
قال ابن المنير: الذي يُفَطِّرُ شرعاً إنّما هو الطعامُ المُعتادُ ، وأمّا الخارقُ للعادة كالُمحضر من الجنّة فعلى غير هذا المعنى ، وليس تَعاطيه من جنس الأعمال ، وإنّما هو من جنس الثواب ، كأكل أهل الجنّة في الجنّة ، والكرامة لا تُبطلُ العبادة فلايبطل بذلك صومُه ، ولا ينقطعُ وصالُه ، ولا ينقصُ أجره .
وقال القرطبيّ: ويُبعّده - أيضاً - النظر إلى حاله(صلى الله عليه وآله) فإنّه كان يجوعُ أكثر ممّا يشبعُ ويربطُ على بطنه الحجارة من الجوع .

1.سبل السلام ۲ / ۱۵۶ .

2.سمرة بن جندب فيه ما فيه من الإشكال وعدم الاعتماد ، فإنه ضرب ناقة رسول الله(صلى الله عليه وآله) على رأسها فشجها فخرجت إلى النبيّ(صلى الله عليه وآله) فشكته ، وأنّه كان من شرطة ابن زياد وعاش حتى حضر مقتل الحسين(عليه السلام) وكان أيام مسير الحسين(عليه السلام) إلى العراق يحرض الناس على الخروج إلى قتاله . لكن لمّا كان هذا الخبر وارداً في الاُمور الحاثّة على فعل الخيرات فقد يمكن غضّ النظر عمّا في السند .

الصفحه من 229