مانزل علي رسول الله (ص) من الجنّة و السّماء - الصفحه 226

أنّ الله يخلقُ فيه من الشبع والريّ ما يُغنيه عن الطعام والشراب ، فلا يحسُّ بجوع ولا عطش .
وجنح ابنُ القيّم إلى أنّ المراد أنّه يُشغلُه بِالتفكُّر في عظمته والَتمَلِّي بِمُشاهدته والتغذّي بِمَعارفه وقُرّة العين بِمَحبّته والاستغراق في مُناجاته والإقبال عليه ، عن الطعام والشراب . قال: وقد يكونُ هذا الغذاءُ أعظمَ من غذاء الأجساد ، ومَن له أدنى ذوق وتجربة يعلمُ استغناء الجسم بِغذاء القلب والروح عن كثير من الغذاء الجسمانيّ . انتهى ۱ .
وفي حاشية الدسوقي قوله: ( من غير إفطار ) أي بأكل أو شرب ، ويدلّ لإباحة الوصال له ، وكراهته لغيره قولُه عليه الصلاة والسلام - حين نهى عنه وفَعَلَه: وسُئِلَ عن ذلك - : «لستُ كأحدكم ، إنّي أبيتُ عند ربي يطعمني ويسقيني» . وهي عنديّة مكانة لا عنديّة مكان ۲ .
وهل أكله وشربه حقيقةٌ أو كنايةٌ عن إعطاء القُوّة؟ .
والأوّل للسيوطي ، قال:إنّه يطعم من طعام الجنّة ويسقى من مائها وطعامها لايفطر ۳ .

الكعكُ والزبيبُ والتمرُ من السماء:

۰.ورد في الخبر أنّه دخل رسول الله(صلى الله عليه وآله) على فاطمة(عليها السلام) وذكر فضلَ نفسِها ، وفضلَ زوجِها ، وفضلَ ابنيها ، في حديث طويل ، فقالت(عليها السلام) : يا رسول الله! واللهِ لقد باتا وإنّهما لجائعان . فقال(صلى الله عليه وآله):« يا فاطمة! قومي فهاتي القِصاع من المسجد» فقالت: يا رسول الله! وما هنا من قصاع . قال: « يا فاطمة! قومي ، فإنّه مَن أطاعني

1.حاشية الدسوقي ۲ / ۲۱۳ .

2.انظر تنوير الحوالك للسيوطي ص ۲۸۶ .

3.والتزم بذلك ابن حجر في فتح الباري ۱۱ / ۴۴۱ .

الصفحه من 229