مانزل علي رسول الله (ص) من الجنّة و السّماء - الصفحه 227

فقد أَطاعَ الله ، ومَن عَصاني فقد عَصى الله» قال: فقامت فاطمة إلى المسجد ، وإذا هِيَ بِقصاع مغطّىً ، قال: فوضعته قدّام النبيّ(صلى الله عليه وآله) فقام النبيّ(صلى الله عليه وآله) فإذا هو طبقٌ مغطّىً بِمِنديل شاميٍّ . فدعا بعليٍّ وأيقظ الحسن والحسين(عليهما السلام) ثمّ كشف عن الطبق ، فإذا فيه كعكٌ أبيض ككعك الشام ، وزبيبٌ يشبه زبيبَ الطائف ، وتمرٌ يشبه العجوة ، ويسمّى الرائع ، وفي رواية غيره: وصَيحانيٌّ مثل صَيحانيّ المدينة . فقال لهم النبيّ(صلى الله عليه وآله): «كلوا» ۱ .

خبر الطير المَشْوِيّ من الجنّة:

۰.تكاثرت الأخبار في نزول جبرئيل(عليه السلام) على النبيّ المصطفى(صلى الله عليه وآله) وهو في دار عائشة ، ومعه طائرٌ مشويٌّ من الجنّة وقد رَغِبَ في أن يتناوله معه أحبّ الخلق إليه وإلى الله تعالى حبيبُه عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) .
وتفاصيل الواقعة في ما نقل عن جعفر بن محمّد الصادق ، عن آبائه ، عن عليّ(عليهم السلام) قال: كنتُ أنا ورسول الله(صلى الله عليه وآله) في المسجد ، بعد أن صلّى الفجر ، ثمّ نهض ونهضت معه ، وكان إذا أراد أن يتّجه إلى موضع أعلمني بذلك ، فكان إذا أبطأ في الموضع صرتُ إليه لأعرفَ خبرَه ، لأنّه لايتقارُّ قلبي على فراقه ساعة . فقال لي:
«أنا متّجهٌ إلى بيت عائشة» فمضى ومضيتُ إلى بيت فاطمة(عليها السلام) فلم أزل مع الحسن والحسين ، وهي وأنا مسروران بهما ، ثمّ إنّي نهضتُ وصرتُ إلى باب عائشة فطرقتُ الباب . فقالت لي عائشة: مَن هذا؟ فقلتُ لها: أنا عليٌّ . فقالت إنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله)راقد ، فانصرفتُ . ثمّ قلتُ: النبيّ راقدٌ وعائشة في الدار؟ فرجعتُ وطرقتُ الباب . فقالت لي عائشة: مَن هذا؟ فقلتُ: أنا عليٌّ . فقالت: إنّ النبيّ على حاجة ، فانثنيتُ مستحيياً من دقّي الباب ، ووجدتُ في صدري ما لا أستطيعُ عليه صَبْراً ، فرجعتُ

1.الثاقب في المناقب ص ۵۵ ح ۶ ومدينة المعاجز ۴ / ۲۵ .

الصفحه من 229