مانزل علي رسول الله (ص) من الجنّة و السّماء - الصفحه 228

مُسرعاً فدققتُ الباب دقّاً عنيفاً ، فقالت لي عائشة: مَن هذا؟ فقلتُ: أنا عليٌّ ، فسمعتُ رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول لها: « يا عائشة! افتحي له الباب» ففتحتْ فدخلتُ ، فقال لي: «اقعد ، يا أبا الحسن ، أُحدّثك بما أنا فيه أو تحدّثني بإبطائك عنّي؟» فقلتُ: يا رسول الله! حدّثني فإنّ حديثك أحسن . فقال: يا أبا الحسن! كنتُ في أمر كتمتُه من أَلَمِ الجوع ، فلمّا دخلتُ بيت عائشة ، وأطلتُ القُعود ليس عندها شيءٌ تأتي به ، مَدَدْتُ يَدِيَ وسألتُ اللهَ القريبَ المجيبَ ، فهبطَ عليَّ حَبيبي جبرئيلُ(عليه السلام) ومعه هذا الطيرُ، ووضعَ إصبعه على طائر بين يديه . فقال: «إنّ اللهَ عزّوجلّ أوحى إليَّ أن أءخذ هذا الطيرَ وهو أطيب طعام في الجنّة ، فأتيتُك به ، يا محمّد . فحمدتُ الله كثيراً ، وعرج جبرئيل ، فرفعتُ يدي إلى السماء فقلتُ: «اللهمّ يَسِّرْ عبداً يُحبُّك و يُحبُّني يأكلْ معي هذا الطائر» فمكثتُ مليّاً فلم أرَ أَحَداً يطرُقُ الباب ، فرفعتُ يَدِيَ ثمّ قلت: «اللهمّ يَسِّرْ عبداً يُحبّك ويُحِبُّني وتُحِبُّهُ وأُحِبُّهُ يأكلْ معي هذا الطائر» فسمعتُ طرقك للباب وارتفاع صوتك ، فقلتُ لعائشة: «أدخلي عليّاً» فدخلتَ ، فلمْ أزلْ حامِداً للهِ حتّى بلغتَ إليَّ ، إذْ كنتَ تُحِبُّ اللهَ وتُحِبُّني ويُحِبُّك اللهُ وأُحبُّك ، فكُلْ يا عليُّ » .
فلمّا أكلتُ أنا والنبيُّ الطائرَ قال لي: «يا عليُّ! حدّثني» .
فقلتُ: يا رسول الله! لم أزلْ منذُ فارقتُك أنا وفاطمة والحسن والحسين مسرورين جميعاً ، ثمّ نهضتُ أُريدُك فجئتُ فطرقتُ الباب ، فقالت لي عائشة: مَن هذا؟ فقلتُ لها: أنا عليٌّ . فقالت: إنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) راقدٌ ، فانصرفتُ فلمّا صرتُ إلى الطريق الذي سلكتُه رجعتُ فقلتُ: النبيّ راقدٌ و عائشة في الدار؟ لا يكون هذا!؟ فجئتُ فطرقتُ الباب . فقالت لي:َمن هذا؟ فقلتُ: أنا عليّ . فقالت: إنّ النبيّ على حاجة ، فانصرفت مُستحيياً ، فلمّا انتهيتُ إلى الموضع الذي رجعتُ منه أوّل مرّة وجدتُ في قلبي ما لم أستطع عليه صبراً ، وقلتُ: النبيّ على حاجة وعائشة في الدار؟ فرجعتُ فدققتُ الباب الدقَّ الذي سمعتَه يارسول الله ، فسمعتُك

الصفحه من 229