مانزل علي رسول الله (ص) من الجنّة و السّماء - الصفحه 230

حديث الطير . وقد رواه خمسة وثلاثون رجلاً من الصحابة عن أنس ، وعشرة عن رسول الله(صلى الله عليه وآله)ورواه محمّد بن إسحاق ، ومحمّد بن يحيى الأزدي ، وسعيد ، والمازني ، وابن شاهين ، والسُدّي ، وأبو بكر البيهقي ، ومالك ، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، وعبد الملك بن عمير ، ومسعر بن كدام ، وداود بن عليّ بن عبد الله بن عبّاس ، وأبو حاتم الرازي ، بأسانيدهم ، عن أنس ، وابن عباس ، وأمّ أيمن . وقد روى حديث الطير جماعةٌ: منهم الترمذي في جامعه ، وأبو نعيم في حلية الأولياء ، والبلاذري في تاريخه ، والخركوشي في شرف المصطفى ، والسمعاني في فضائل الصحابة ، والطبري في الولاية ، وابن البيّع في الصحيح ، وأبو يعلى في المسند ، وأحمد في الفضائل ، والنطنزي في الخصائص . ورواه ابن بَطّة في الإبانة من طريقين ، والخطيب أبوبكر في تاريخ بغداد من سبعة طرق . ونقل ابن البطريق خبر الطير من مسند أحمد ، ومن مناقب ابن المغازلي بأربعة وعشرين سنداً ، ومن سنن أبي داود بسندين .
وقال الشيخ المفيد قدّس الله روحه في كتاب الفصول المختارة عند اعتراض السائل بأنّ هذا الخبر من أخبار الآحاد لأنّه إنّما رواه أنس بن مالك وحدَه! .
فأجاب بأن الأمّة بأجمعها قد تلقّته بالقبول ، ولم يروا أن أحداً ردّه على أنس ولا أنكر صحّته عند روايته ، فصار الإجماع عليه هو الحجّة في صوابه .
مع أنّ التواتر قد ورد بأنّ أميرالمؤمنين(عليه السلام) احتجّ به في مناقبه يوم الدار ، فقال ، أنشدكم الله! هل فيكم أحد قال له رسول الله(صلى الله عليه وآله): «اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكلْ معي مِن هذا الطائر» فجاءَ أحدٌ غيري؟ قالوا: اللهمّ لا ، قال: اللهمّ اشهد .
فاعترف الجميع بصحّته ، ولم يكن أميرالمؤمنين(عليه السلام) ليحتجّ بباطل ، لا سيّما وهو في مقام المُنازعة والتوصّل بِفضائله إلى أعلى الرُتَبِ التي هي الإمامة والخلافة للرسول(صلى الله عليه وآله) وإحاطة علمه بأن الحاضرين معه في الشورى يُريدون الأمر دُونَه ،

الصفحه من 229