المستودعة علم ملكوت الله عزَّ وجلَّ جلاله ، وما ذرأ وما برأ في أرضه وسمائه ، وما وصلهما جلّ جلاله به من ذكر عالميه ، وهي الصحيفة التي ورثها شيث من أبيه آدم (عليه السلام)عمّا دعا ۱ من الذكر المحفوظ . فقرءا القوم السيِّد والعاقب وحارثة في الصحيفة تطلّباً لما تنازعوا فيه من نعت رسول الله (صلى الله عليه وآله)وصفته ، ومن حضرهم يومئذ من الناس إليهم مضجّون ۲ مرتقبون لما يستدرك من ذكرى ذلك ، فألْفَوا في المسباح الثاني من فواصلها :
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ
أنا الله لا إله إلاَّ أنا الحيّ القيّوم ، معقّب الدهور ، وفاصل الأمور ، سبقت بمشيّتي الأسباب ، وذلَّلت بقدرتي الصعاب ، فأنا العزيز الحكيم الرحمن الرحيم ، ارحم ترحم ، سبقت رحمتي غضبي ، وعفوي عقوبتي ، خلقت عبادي لعبادتي ، وألزمتهم حجّتي . ألا إنّي باعث فيهم رسلي ، ومنزل عليهم كتبي ، أبرم ذلك من لدن أوّل مذكور من بشر إلى أحمد نبيّي وخاتم رسلي ، ذاك الذي أجعل عليه صلواتي ، وأسلك في قلبه بركاتي ، وبه أكمل أنبيائي ونذري .
قال آدم (عليه السلام) : إلهي من هؤلاء الرسل ؟ ومن أحمد هذا الذي رفعت وشرّفت ؟ !
قال : كلٌّ من ذرّيّتك ; وأحمد عاقبهم . قال : ربّ ! بم أنت باعثهم ومرسلهم ؟
1.في طبعة ( ب ) : وما وعاه ، بدلاً من : عمّا دعا .
2.في بحار الأنوار : خ . ل : مصغون ، وقال في الهامش : وفي النسخة القديمة : مصبحون ، ومضجون أصوب .] منه ( قدِّس سرّه ) [ . قال أبو عبيد ـ ونقله العلاّمة المجلسي في بيانه ـ : أضجّ القوم إضجاجاً : إذا جلبوا وصاحوا ، فإذا جزعوا من شيء وغلبوا ، قيل : ضجّوا . وقد أخذه من الصحاح ۱/۳۲۶ ، وحكاه عنه في مجمع البحرين ۳/۵ .