المباهلة برواية صاحب الإقبال - الصفحه 290

تبارك وتعالى : وبعبدي هذا السعيد أفكُّ عن عبادي الأغلال ، وأضع عنهم الآصار ، وأملأ أرضي به حناناً ورأفة وعدلاً كما ملئت من قبله قسوة وقشعريَّة وجوراً .
قال آدم (عليه السلام) : ربِّ ! إنّ الكريم من كَرّمت ، وإن الشريف من شرّفت ، وحقَّ ـ يا إلهي ! ـ لمن رفعت وأعليت أن يكون كذلك ، فياذا النعم التي لا تنقطع ، والإحسان الذي لا يجازى ولا ينفد ، بم بلغ عبادك هؤلاء العالون هذه المنزلة من شرف عطائك ، وعظيم فضلك وحبائك ، وكذلك من كرَّمت من عبادك المرسلين ؟
قال الله تبارك وتعالى : إنّي أنا الله لا إله إلاّ أنا ، الرحمن الرحيم ، العزيز الحكيم ، عالم الغيوب ومضمرات القلوب ، أعلم ما لم يكن ممّا يكون كيف يكون ، وما لا يكون كيف لو كان يكون ، وإنّي اطَّلعت ـ يا عبدي ! ـ في علمي على قلوب عبادي فلم أرَ فيهم أطوعَ لي ولا أنصحَ لخلقي من أنبيائي ورسلي ، فجعلت لذلك فيهم روحي وكلمتي ، وألزمتهم عبء حجَّتي ، واصطفيتهم على البرايا برسالتي ووحيي ، ثمّ ألقيت بمكاناتهم تلك في منازلهم حوامَّهم وأوصياءَهم من بعدهم ، فألحقتهم بأنبيائي ورسلي ، وجعلتهم من بعدهم ودائع حجَّتي ، والأساة في بريَّتي ، لأجبر بهم كسر عبادي ، وأقيم بهم أودهم ; ذلك أنّي بهم وبقلوبهم لطيف خبير ، ثمّ اطّلعت على قلوب المصطفين من رسلي ، فلم أجد فيهم أطوع لي ولا أنصح لخلقي من محمّد خيرتي وخالصتي ، فاخترته على علمى ورفعت ذكره إلى ذكري ، ثم وجدت قلوب حامّته اللاتي من بعده على صفة قلبه فألحقتهم به ، وجعلتهم ورثة كتابي ووحيي ، وأوكار ۱ حكمتي ونوري ، وآليت بي ألاّ أعذّب بناري من لقيني

1.خ . ل : وأركان ، بدلاً من : وأوكار . وقد جاءت على هامش بحار الأنوار ، وهي التي وردت في كتاب تفضيل الأئمّة . والأوكار جمع وكر ، وتأتي بمعنى العش للطائر ، لاحظ : مختار الصحاح : ۳۷۵ . وغيره .

الصفحه من 251