المباهلة برواية صاحب الإقبال - الصفحه 291

معتصماً بتوحيدي وحبل مودَّتهم أبداً . ۱ ثمّ أمرهم أبو حارثة أن يصيروا إلى صحيفة شيث الكبرى التي انتهى ميراثها إلى إدريس النبيّ (عليه السلام) . قال : وكان كتابتها بالقلم السرياني القديم ، وهو الذي كتب به من بعد نوح (عليه السلام)من ملوك الهياطلة ۲ وهم النماردة .
قال : فاقتصَّ القوم الصحيفة وأفضوا منها إلى هذا الرسم : قال ۳ : اجتمع إلى إدريس (عليه السلام)قومه وصحابته ـ وهو يومئذ في بيت عبادته من أرض كوفان ـ فخبّرهم في ما اقتصَّ عليهم ، قال : إن بني أبيكم آدم (عليه السلام) الصليبة وبني بنيه وذريته اختصموا في ما بينهم ، وقالوا : أيّ الخلق عندكم أكرم على الله عزّ وجلّ ، وأرفع لديه مكانة ، وأقرب منه منزلة ؟
فقال بعضهم : أبوكم آدم (عليه السلام) خلقه الله عزّ وجلّ بيده ، وأسجد له ملائكته ، وجعله الخليفة في أرضه ، وسخَّر له جميع خلقه .
وقال آخرون : بل الملائكة الذين لم يعصوا الله عزّ وجلّ .

1.وزاد بعد هذا في كتاب تفضيل الأئمّة على الأنبياء ـ الذي نقل عنه العلاّمة المجلسي (رحمه الله)في بحار الأنوار ۲۶/۳۱۳ ـ ۳۱۴ هنا ـ قوله : قال آدم : فما هاتان الثلّتان العظيمتان ؟ ! قال الله تقدّس اسمه : هؤلاء أمّة محمّد (صلى الله عليه وآله) أدركت نبيَّها في علمه فآمنت به ، واتّبعت فألبستها نوراً من نوري . ثمّ الذي يلونهم كذلك حتّى أرث الأرض ومن عليها ، ولهم قيها ] كذا [ ، قسمت لهم من فضلي ورحمتي منازل شتّى ، فأفضلهم سابقهم إذا كان أعلمهم بي وأعلمهم بطاعتي . وهذه الثلّة العظمى الّتي ملأت . إلى أن قال : فلمّا أتى القوم على باقي المسباح الثاني من ذكر النبيّ (صلى الله عليه وآله)وذكر أهل بيته (عليهم السلام)أمرهم أبو حارثة أن يصيروا . إلى آخره .

2.الهياطلة ـ مفردها ـ : الهيطل ـ ويقال : الهاطلة : جيل من الناس كانت له شوكة وكانت لهم طخيرستان وأتراك خلج . إلى آخره ، كما في الصحاح ۵/۱۸۵۱ ، واللسان ۱۱/۷۰۰ . وغيرهما . وفي النهاية ۱/۱۴۱ قال : قوم من الهند . وكذا في لسان العرب ۱۱/۵۹ .

3.في بحار الأنوار ، ومثله في كتاب تفضيل الأئمّة : قالوا ، بدلاً من : قال ، وحكى في البحار ما هنا عن المصدر .

الصفحه من 251