1 - وضع قواعد العربية
بعد توسّع الفتوح الإسلامية واختلاط العرب بغيرهم من الأقوام المجاورة، وشيوع اللحن على الألسن، لقّن أمير المؤمنين علي عليه السلام أبا الأسود الدؤلي قواعد النحو العربي، فنقّط المصحف نقاط الإعراب، ليقوّم ما فسد من اللسان ويحافظ على لغة القرآن، فهو عليه السلام أوّل من سنّ العربية ووضع قواعد نحوها، وألقى أُصوله وجوامعه إلى أبي الأسود الدؤلي، باتّفاق أغلب علماء اللغة ومؤرّخيها ۱ .
قال ابن أبي الحديد مبيناً أثر أمير المؤمنين عليه السلام في نشأة بعض العلوم: من العلوم: علم النحو والعربية، وقد علم الناس كافة أنه هو الذي ابتدعه وأنشأه، وأملى على أبي الأسود الدؤلي جوامعه وأُصوله، من جملته: الكلام كلّه ثلاثة أشياء : اسم وفعل وحرف.
ومن جملتها: تقسيم الكلمة إلى معرفة ونكرة، وتقسيم وجوه الإعراب إلى الرفع والنصب والجر والجزم. وهذا يكاد يلحق بالمعجزات، لأنّ القوة البشرية لا تفي بهذا الحصر، ولا تنهض بهذا الاستنباط ۲ .
وقد سُئل أبو الأسود: من أين لك هذا العلم؟ فقال: لقّنت حدوده من علي بن أبي طالب عليه السلام ۳ .
وأخذ الدارسون عن أبي الأسود أُصول قواعد العربية، فكانت الأساس الأوّل الذي أُقيم عليه صرح الدراسات اللغوية والأدبية، حيث دوّنت أصول اللغة والنحو والصرف بعد استقراء كلام العرب ودراسة مختلف أساليبه.
1.راجع: معجم الأدباء / ياقوت ۱۲: ۳۴ و ۱۴: ۴۲، المزهر / السيوطي ۲:۳۹۷، الخصائص / ابن جنّي ۲: ۸، خزانة الأدب / البغدادي ۱: ۲۸۱، شذرات الذهب/ابن العماد۱: ۷۶، شرح ابن أبي الحديد۱: ۲۰، صبح الأعشى / القلقشندي ۱: ۳۵۰ و ۴۲۰ و ۳: ۱۵۱، فهرست ابن النديم: ۵۹
2.شرح ابن أبي الحديد ۱: ۲۰
3.وفيّات الأعيان / ابن خلّكان ۲: ۵۳۷، مرآة الجنان / اليافعي ۱: ۱۶۲، الإصابة۲: ۲۴۲.