عن عليّ بن محمّد بن الجَهْم، قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا عليّ بن موسى عليهما السلام، فقال له المأمون: يا بن رسول اللَّه، أليس من قولك: إنّ الأنبياء معصومون؟ فقال: بلى - وذكر حديثاً طويلاً جاء فيه كثير من الآيات التي تُوهم ما يعارض العصمة، وجواب الامام عليه السلام عنها، ومنه - فقال له المأمون: فأخْبِرْني عن قول اللَّه تعالى: (وَلَقَد هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلاَ أن رأى بُرْهَان رَبِّهِ) ؟۱.فقال الرضاعليه السلام: لقد همَّت به، ولو لا أن رأى برهان ربِّه لهمَّ بها كما همّت به، لكنّه كان معصوماً، والمعصوم لا يهمّ بذنبٍ ولا يأتيه. ولقد حدَّثني أبي، عن أبيه الصادق عليه السلام، أنّه قال: همّت بأن تفعل، وهمَّ بأن لا يفعل. فقال المأمون: للَّه درّك، يا أبا الحسن۲.
وعن الحسن الصيقل قال: قلت لابي عبد اللَّه عليه السلام: إنا قد روينا عن أبي جعفرعليه السلام في قول يوسف عليه السلام (أيتها العير إنكم لسارقون)۳ فقال: واللَّه ما سرقوا وما كذب، وقال إبراهيم عليه السلام: (بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون)۴ فقال: واللَّه ما فعلوا وما كذب.
قال: فقال أبو عبد اللَّه عليه السلام: ما عندكم فيها يا صيقل ؟ قال: فقلت: ما عندنا فيها إلا التسليم، قال: فقال: إن اللَّه أحبّ اثنين، وأبغض اثنين: أحبّ الخطر فيما بين الصفّين، وأحبّ الكذب في الاصلاح، وأبغض الخطر في الطرقات، وأبغض الكذب في غير الاصلاح، إن إبراهيم عليه السلام إنما قال: (بل فعله كبيرهم هذا ) إرادة الاصلاح ودلالة على أنهم لا يفعلون، وقال يوسف عليه السلام إرادة الاصلاح ۵ .
1.يوسف ۱۲: ۲۴
2.عيون أخبار الرضاعليه السلام ۱: ۲۰۱/۱
3.يوسف:۱۲/۷۰
4.الأنبياء:۲۱/۶۳
5.الكافي ۲: ۳۴۱/۱۷