لانهما يشتملان على برنامج الدولة الاسلامية في نظامها الاداري والقضائي والسياسي والتكافل الاجتماعي والعمراني، ويعكسان الفكر الاجتماعي الثوري المتقدم لأمير المؤمنين عليه السلام، وجملة وصاياه التي ترسم العلاقة بين الجهاز الحاكم وسائر الطبقات الاجتماعية التي ذكرها فيه بالتفصيل.
من عهده عليه السلام للاشتر النخعي لما ولاه على مصر وأعمالها، قال: واعلم أنّ الرعية طبقات لا يصلح بعضها إلا ببعض، ولا غنى ببعضها عن بعض؛ فمنها جنود اللَّه، ومنها كتاب العامة والخاصة، ومنها قضاة العدل، ومنها عمال الانصاف والرفق، ومنها أهل الجزية والخراج من أهل الذمة ومسلمة الناس، ومنها التجار وأهل الصناعات، ومنها الطبقة السفلى من ذوي الحاجة والمسكنة، وكلا قد سمى اللَّه سهمه، ووضع على حدة فريضته في كتابه أو سنة نبيه صلى الله عليه وآله عهداً منه عندنا محفوظاً ۱ .
2 - الاصلاح الديني
ويمكن ملاحظته فيمايلي:
أ - تأكيده عليه السلام على العمل بكتاب اللَّه، وإحياء السنة، وإقامة الحدود ومعالم الدين.
۰.قال عليه السلام:اللهمّ إنك تعلم أنه لم يكن الذي كان منّا منافسة في سلطان، ولا التماس شي من فضول الحطام، ولكن لنردّ المعالم من دينك، ونظهر الاصلاح في بلادك، فيأمن المظلومون من عبادك، وتقام المعطّلة من حدودك... ۲ .
۰.ومن خطبة له عليه السلام قال:إنه ليس على الامام إلا ما حمل من أمر ربه؛ الابلاغ في الموعظة، والاجتهاد في النصيحة، والاحياء للسنة، وإقامة الحدود على
1.نهج البلاغة: ۴۳۱ - الكتاب ۵۲
2.نهج البلاغة: ۱۸۹ - الخطبة ۱۳۱