دور أهل البيت (ع) في تصحيح الفكر و العقيدة - الصفحه 14

فقال عليه السلام: لعن اللَّه المحرّفين للكلم عن مواضعه، واللَّه ما قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله كذلك، إنّما قال صلى الله عليه وآله:إنّ اللَّه تعالى ينزل ملكاً إلى السماء الدنيا كلّ ليلةٍ في الثلث الأخير، وليلة الجمعة في أول الليل، فيأمره فينادي: هل من سائلٍ فأُعطيه، هل من تائبٍ فأتوب عليه، هل من مستغفرٍ فأغفر له؟ يا طالب الخير أقبل، يا طالب الشرّ أقصر. فلا يزال ينادي بذلك حتى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر عاد إلى محلّه من ملكوت السماء؛ حدّثني بذلك أبي، عن جدّي، عن آبائه عليهم السلام، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله 1 .
وعن أبي ولاد الحنّاط، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك، يروون أنّ أرواح المؤمنين في حواصل طيورٍ خضرٍ حول العرش ؟
فقال: لا، المؤمن أكرم على اللَّه من أن يجعل روحه في حوصلة طيرٍ، ولكن في أبدانٍ كأبدانهم 2 .
وعن مسعدة بن صدقة، قال: قيل لأبي عبد اللَّه عليه السلام: إنّ الناس يروون أنّ علياًعليه السلام قال على منبر الكوفة: أيها الناس، إنّكم ستدعون إلى سبّي فسبّوني، ثمّ تدعون إلى البراءة منّي، فلا تبرءوا منّي.
فقال عليه السلام: ما أكثر ما يكذب الناس على علي عليه السلام!ثمّ قال: إنّما قال: إنّكم ستدعون إلى سبّى فسبّوني، ثمّ ستدعون إلى البراءة منّي وإنّي لعلى دين محمدصلى الله عليه وآله، ولم يقل: لا تبرءوا منّي.
فقال له السائل: أرأيت إن اختار القتل دون البراءة؟
فقال: واللَّه ما ذلك عليه، وماله إلاّ ما مضى عليه عمّار بن ياسر حيث أكرهه أهل مكّة وقلبه مطمئن بالايمان، فأنزل اللَّه عزّ وجلّ فيه: (إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ

1.التوحيد: ۱۷۶/۷، عيون أخبار الرضاعليه السلام ۱: ۱۲۶/ ۲۱، أمالي الصدوق: ۴۹۵/ ۶۷۶

2.الكافي ۳:۲۴۴/۱

الصفحه من 107