دور أهل البيت (ع) في تصحيح الفكر و العقيدة - الصفحه 36

فقلت: و كيف ذاك يا مولاي؟ قال: لأنه لا يرى شخصه، و لا يحلّ ذكره باسمه حتى يخرج فيملأ الأرض قسطاً و عدلاً كما ملئت جوراً و ظلماً.
قال: فقلت: أقررت، و أقول: إن وليّهم وليّ اللَّه، و عدوّهم عدوّ اللَّه، وطاعتهم طاعة اللَّه، و معصيتهم معصية اللَّه، و أقول: إن المعراج حقّ، و المساءلة في القبر حق، و إن الجنة حقّ، وإن النار حقّ، والصراط حقّ، والميزان حقّ، وإن الساعة آتية لا ريب فيها، و إن اللَّه يبعث من في القبور، و أقول: إن الفرائض الواجبة بعد الولاية: الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج و الجهاد و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر.
فقال علي بن محمدعليهم السلام: يا أبا القاسم، هذا و اللَّه دين اللَّه الذي ارتضاه لعباده، فاثبت عليه، ثبّتك اللَّه بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخرة۱.

الثاني: مباحثة أصحابهم في مئات المسائل الكلامية التي تصدّوا فيها للوضع الفكري السائد آنذاك بالتقويم والتصحيح.

عن هشام بن الحكم قال، سألت أبا عبد اللَّه عليه السلام بمنى عن خمسمائة حرف من الكلام، فأقبلت أقول: يقولون كذا وكذا، قال: فيقول: قل كذا وكذا، قلت: جعلت فداك، هذا الحلال وهذا الحرام، أعلم أنك صاحبه، وأنك أعلم الناس به، وهذا هو الكلام. فقال لي: ويك يا هشام ! لا يحتجّ اللَّه تبارك وتعالى على خلقه بحجة لا يكون عنده كلّ ما يحتاجون إليه ۲ .

موارد من التصحيح العقائدي

1 - صفات الذات.

من كلام لأمير المؤمنين عليه السلام وقد سأله ذعلب اليماني، فقال: هل رأيت ربك يا

1.التوحيد: ۸۱/۳۷

2.الكافي ۱: ۲۶۲/۵

الصفحه من 107