أمير المؤمنين ؟ فقال عليه السلام: أفأعبد ما لا أرى ؟ فقال: وكيف تراه ؟ فقال: لا تراه العيون بمشاهدة العيان، ولكن تدركه القلوب بحقائق الايمان. قريب من الأشياء غير ملامس، بعيد منها غير مباين، متكلّم لا بروية، مريد لا بهمة، صانع لا بجارحة، لطيف لا يوصف بالخفاء، كبير لا يوصف بالجفاء، بصير لا يوصف بالحاسة، رحيم لا يوصف بالرقة، تعنو الوجوه لعظمته، وتجب القلوب من مخافته ۱ .
وعن جعفر بن محمد بن حمزة، قال: كتبت إلى الرجل عليه السلام أسأله: أن مواليك اختلفوا في العلم فقال بعضهم: لم يزل اللَّه عالماً قبل فعل الأشياء، وقال بعضهم: لا نقول: لم يزل اللَّه عالماً؛ لأن معنى يعلم يفعل، فإن أثبتنا العلم فقد أثبتنا في الأزل معه شيئاً، فإن رأيت - جعلني اللَّه فداك - أن تعلّمني من ذلك ما أقف عليه ولا أجوزه ؟ فكتب عليه السلام بخطه: لم يزل اللَّه عالماً تبارك وتعالى ذكره ۲ .
وعن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال في صفة القديم: إنه واحد صمد أحديّ المعنى، ليس بمعانٍ كثيرة مختلفة.
قال: قلت: جعلت فداك، يزعم قوم من أهل العراق أنه يسمع بغير الذي يبصر، ويبصر بغير الذي يسمع؟ قال: فقال: كذبوا وألحدوا، وشبّهوا، تعالى اللَّه عن ذلك، إنه سميع بصير، يسمع بما يبصر، ويبصر بما يسمع.
قال: قلت: يزعمون أنه بصير على ما يعقلونه. قال، فقال: تعالى اللَّه، إنما يعقل ما كان بصفة المخلوق، وليس اللَّه كذلك ۳ .
وعن أبي الصلت الهروي، عن أبي الحسن الرضاعليه السلام، قال: يابن رسول اللَّه، إن قوماً يقولون: لم يزل عالماً بعلم، وقادراً بقدرة، وحياً بحياة، وقديماً بقدم، وسميعاً
1.نهج البلاغة: ۲۵۸ - الخطبة ۱۷۹.
2.الكافي ۱: ۱۰۷/ ۵
3.الكافي ۱: ۱۰۸/۱