دور أهل البيت (ع) في تصحيح الفكر و العقيدة - الصفحه 41

وقال النبي صلى الله عليه وآله: من زارني في حياتي أو بعد موتي فقد زار اللَّه. ودرجة النبي صلى الله عليه وآله في الجنّة أرفع الدرجات، فمن زاره إلى درجته في الجنّة من منزله فقد زار اللَّه تبارك وتعالى.
قال: فقلت: يابن رسول اللَّه، فما معنى الخبر الذي رووه أنّ ثواب «لا إله إلّا اللَّه» النظر إلى وجه اللَّه؟ فقال عليه السلام: يا أبا الصّلت، من وصف اللَّه بوجهٍ كالوجوه فقد كفر، ولكن وجه اللَّه أنبياؤه ورُسُله وحُججه (صلوات اللَّه عليهم)، هم الذين بهم يُتوجَّه إلى اللَّه وإلى دينه ومعرفته، وقال اللَّه عزّوجلّ: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ )۱ وقال عزّوجلّ: (كُلُّ شَىْ ءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ)۲ فالنظر إلى أنبياء اللَّه ورُسُله وحُججه عليهم السلام في درجاتهم ثواب عظيم يوم القيامة، وقد قال النبيُ صلى الله عليه وآله: مَنْ أبْغَضَ أهل بيتي وعترتي، لم يَرَني ولم أرَهُ يوم القيامة. وقال عليه السلام: إنّ فيكم من لا يراني بعد أن يُفارقني.
يا أبا الصلت، إنّ اللَّه تبارك وتعالى لا يُوصف بمكانٍ، ولا تُدْركه الأبصار والأوهام ۳ .

4 - الجبر والتفويض والأمر بين الأمرين.

ذهب المجبرة الى أنه تعالى هو الفاعل لأفعال المخلوقين، وإنما تنسب الأفعال إليهم على سبيل التجوّز؛ لأنّهم محالّها، وهو يُفضي الى القول بأنه تعالى يحاسبهم على أفعال أجبرهم عليها، ومن هنا نسبوا الظلم الى الخالق، تعالى اللَّه عن ذلك علوّاً كبيراً، وذهب المفوّضة الى أن اللَّه تعالى فوّض الأفعال الى المخلوقين، ورفع قدرته وقضاءه وتقديره عنها، فأخرجوا اللَّه تعالى عن سلطانه،وأشركوا معه غيره في الخلق، وإزاء هذا ذهب أهل البيت عليهم السلام الى القول بالأمر بين الأمرين،

1.الرّحمن ۵۵: ۲۶ و۲۷

2.القَصَص ۲۸: ۸۸

3.التّوحيد: ۱۱۷/۲۱، الاحتجاج: ۴۰۸

الصفحه من 107